عندما يقوم رجل الدولة بزيارة مواقع العمل او تفقد المواطنين والمقيمين الواقعين ضمن نطاق مسؤوليته المكلف بها من قبل ولاة الأمر، فهو برهان مبين على همه بثقل المسؤولية واهتمامه بالشأن العام استجابة لتوجيه مولاي خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي سيدي ولي العهد ومتابعة سيدي صاحب السمو الملكي وزير الداخلية. وتأتي أهمية الزيارة اذا كانت على مستوى الحاكم الإداري للمنطقة ومناسبة هذه المقالة هي زيارة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم لمركز الهمجة يوم الاربعاء الموافق 15/2/1422ه لافتتاح طريق الهمجة ضرية ثم عفيف. وكذلك افتتاح مستشفى ضرية. وقبل هذا اليوم كان منشغلاً لمدة اسبوعين في زيارة مواطنين ومقيمين في عدة مواقع في منطقة القصيم وافتتاح او وضع حجر لمشاريع متعددة. فرجل الدولة في وزن الأمير فيصل عندما يزور مواقع العمل او يتفقد سيرها فإنه يزور الإنسان ويتفقد أحوال الإنسان سواء مواطن او مقيم او عابر سبيل. فخدمات الدولة ليست للمواطن فحسب، وإن كان هوالمعني الأول بها، بل هي للمقيم والزائر وعابر السبيل ولا سيما ان المملكة قبلة العالم الإسلامي ويقصدها المسلمون من كل حدب وصوب وطيلة أيام السنة. ونحن كمواطنين على إلمام بالبيروقراطية ودهاليزها وعقباتها المتعددة وبطء الروتين وتزاحم المناكب من قبل المسؤولين على الوزارات وبالذات وزارة المالية لكثرة المطالب ومحدودية الإمكانات مهما كانت الدولة باذلة وسخية، ندرك ان وراء كل انجاز جهداً وتعباً ومثابرة وقلباً وجلاً من المسؤولية وعاطفة جياشة بحب كل من يستفيد من هذه الخدمات واذا تصورنا تزاحم المناكب، كما ذكرنا سابقاً، من قبل الحكام الإداريين على ولاة الأمر كل منهم يدعي ان منطقته احق، ندرك وقتها قدرة القادرين على انتزاع مصالح مناطقهم ونقدر المنافسة الشريفة من اجل خير هذه البلاد. كان لي شرف حضور جلسات سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة. وكجملة اعتراضية ليست من قبيل الدعاية بل تقرير واقع، فالأمير مقرن في كل جلساته معظم حديثه ينصب عادة على مصالح الناس في منطقته وخارجها. مشاريع انتهت ويبشر بها او مشاريع يتمنى وجودها ويحث مدراء الدوائر على متابعتها. ففي احدى جلساته سأل الحاضرين سؤالاً محدداً: هل أهم الطريق ام الكهرباء ام مشاريع أخرى فاتفق الجميع على ان الطريق رأس المنافع والمشاريع كلها. وهذه حقيقة يقرها واقع التنمية، فالطريق المسفلت هو الشريان الحيوي الذي يجلب كافة المنافع وهو الركيزة الأساسية للتنمية. فالطريق له منافعه الاجتماعية المتمثلة في إيقاف نزيف الهجرة من الريف الى المدن مما يربكها في التخطيط والتنفيذ للخدمات مما يجعلها عاجزة عن ايصال الخدمات الحضارية التي تليق بالمواطن السعودي وترضي طموح الحكومة. مما ينتج عنه تشكيل حزام في كل المدن يشوه جمال المدن ولا يمكن المواطن المهاجر من الخدمات المأمولة. فالهجرة المعاكسة من المدينة الى القرية وابقاء الناس في مواقعهم الاصلية مع الاستفادة من الخدمات المدنية والحضارية المقدمة للمدن تزيد من لحمة القرية وتماسك اهلها وبقائهم هناك مع تواصل الأهل والاسر والاصدقاء مع بعضهم البعض، ومواصلة أبناء القرى والريف والبادية لتعليمهم وسهولة انتقال العاملين منهم في المدن لمواقع العمل ورجوعهم في المساء الى ذويهم. وسهولة مراجعة المستشفيات والدوائر الحكومية دون التعرض لمصاعب الإقامة خارج منازلهم. كما ان الطريق بمثابة متنفس للقرى والمدن للسياحة والتنزه. كما ان للطريق فوائده الاقتصادية المحققة للمزارعين من خلال تسويق غلالهم ومحاصليهم الزراعية، والاحتراف والتسبب في المدن في الصباح الباكر والرجوع في المساء الى مقر سكنهم وأهلهم وذويهم، كما ان الطريق يطيل العمر الافتراضي لسياراتهم ومعداتهم ويقلل من اجرة التنقل وتكاليفها. والطريق نفسه مولد جيد للاستثمار. فالطريق يخلق الفرص الاقتصادية والاستثمارية من محلات تجارية ومحطات بنزين وورش ومطاعم وغيرها. كما للطريق فوائده الأمنية لكثرة السالكين والعابرين للطريق وسرعة اسعاف المصابين وسرعة نجدة الملهوف وتتبع أصحاب الجرائم والجنح والمخالفات من خلال انتشار المظهر الأمني الذي عادة ما يصاحب الطرق المسلوكة. فالطريق عامل حياة ومؤشر حيوي للمنطقة التي يسلكها، ويحقق منافع جلية وواضحة حتى للعابرين ولو لمرة واحدة مع ما يسهل على الناس سفرهم ويريحهم من وعثاء السفر ومشقة الصحراء ووعورة الطريق. كما ان افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم لهذا الطريق او ذاك المستشفى إعلان لجهود الدولة المبذولة. «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون». والله من وراء القصد. عميد