* اذا وجهت أحد أصدقائك في لحظة مصارحة وانفراط للمشاعر لتضع ابهام الصراحة المؤلمة على أحد جروح نفسه النازفة، أو حتى تسلط الانتقاد الساطع على احد اركان نفسه المظلمة، فانك بذلك ستشعر بغير قليل من الرضا في تلك اللحظة! ولا تكاد الايام تمر وعقارب الساعات تدور دورتها حتى ترى انك أصبحت خارج دائرة اهتمامه! * صحيح ان من الناس من لا يعرف عيوبه أو حتى لا يريد أصلاً ان يعرفها ويعتقد ان ما يمارسه في حياته ومع الآخرين إنما هو مثالية لابد ان تحتذى ومبادىء لابد ان تقدر! * وصحيح ان من الناس من لا يعتبر الآخرين مرآة يرى فيها نفسه ويصحح من وضع نفسه وصحيح ان فهم من يعتبر النصيحة تصغيراً أو تحقيراً لشخصه فيستشيط غضباً مع أول مواجهة! * هناك ملايين من البشر نستطيع ان نغير ما بداخلهم وان نوصل لهم النصيحة ولكن السؤال المهم.. كيف ذلك؟ * يحدث احيانا ان يقتحم احد الناس حياتنا كصديق ويشاركنا فيها كقريب وقد يأتي ذلك أحايين كثيرة دون ادنى تمهيد او سالف ترتيب فتظل الظروف والمصالح المشتركة تكيف جو الالفة الا ان العاصفة قد تثور في لحظة غضب او من خلال خطأ او تصرف من أي من أطراف العلاقة! وبعد ان يقع الاختلال يمسي من اطلع على سلبيات صديقه يفكر ان يقدم مشورته ونصحه ويعرف الطرف الآخر بخطئه أحيانا تأتي المجابهة كالصاعقة ليتحول الموضوع الى انتقاد لا نصيحة ليبرز سؤال لدى من أسديت له تلك الملاحظات: أمعقول ان يكون هذا الانسان يقصد مصلحتي أم انه يريد ان ينال من كبريائي ويحرجني أمام الآخرين؟ هنا تبدو حالة رفض وتردد يحسها ذلك الانسان في قبول تلك النصيحة فيعمد سريعا الى )تجييرها( الى عالم النسيان! * اذا اردنا ان نقدم المشورة أو النصح فلنقدمها عندما تهدأ النفوس ولا تكون امام الآخرين وإنما في لحظة صفاء ليعلم الطرف الآخر ان هناك مرآة صافية وصادقة يرى فيها نفسه على مدار الأيام لن يعتريها الضباب فيكون صدى الكلمات لديه ابلغ لانها كلمات صادقة ومتزنة والا لماذا يأخذ البشر برأي شخص ويعدونه حكيما ولا يأخذون برأي شخص آخر؟! aamm9@otmailcom