ابدى الفنان التشكيلي حسن عبدالرحمن الشرق اعجاباً كبيراً بالفنانين التشكيليين بالمملكة العربية السعودية وبالفن السعودي وقال انه فن زاخر بالحياة يعبر عن تميز الساحة السعودية بمفردات اصيلة مستوحاة من بيئة المملكة كما ان الفنانين السعوديين يمتلكون ادوات التطور ويجمعون في اعمالهم الخصوصية والعالمية معا التقت الجزيرة بالفنان حسن الشرق في هذا الحوار الذي تحدث فيه عن مشواره الفني واعماله ورأيه في الحركة التشكيلية السعودية. حياتي العادية قبل البداية في سرد مشواركم الفني ماهي طبيعية حياة الفنان التلقائي حسن الشرق وكيف اثرت على حياته الفنية؟ - نشأت في قرية صغيرة تجمع بين الريف والمدنية لم امتلك قسطا وافرا من التعليم والدي كان يعمل بالجزارة وهي المهنة المتوارثة في عائلتي وكان كثيراً ما يضربني حتى التحق بالمدرسة واستمر فيها لكن دون جدوى نشأت في ظل هذه الاجواء وكنت اميل لتأمل الاشياء من حولي في محاولة لرسمها كالجيل والصحراء والخضرة والنيل كلها اشياء كانت تجذب قلمي وريشتي قبدأت ارسم على الحائط باستخدام الطباشير تارة والاقلام تارة اخرى وبدأت اخصص كراسات ورقية خاصة بي ارسم بها مفردات البيئة الزراعية والصحراوية التي تحيط بي واعتمدت بعد ذلك على بعض الخامات البدائية مثل الاكسيد والالوان الطبيعية وكنت ارسم على الاشجار وجذوع النخل وتارة على الاحجار الملساء حتى اكتملت لدى العناصر الفنية الحديثة والتي صقلتها بالدراسة. بدايتي الفنية وكانت بدايتي الفنية الحقيقية منذ اكثر من ثلاثين عاما عندما كنت ارسم صورا للكعبة المشرفة ووفود الحجاج على منازل الحجاج في موسم الحج وكانت تلك المرحلة بداية لنمو قدراتي الفنية، حتى التحقت بمرسم قصر الثقافة بالمنيا عام 1969 وبدأت التعرف على المدارس الفنية المختلفة والخامات المعاصرة في هذا الوقت حيث كنت من قبل استخدم ادوات وخامات من البيئة مثل الاكسيد والالوان الطبيعية وكان قلمي وفرشاتي من جريد النخيل، وبعدها بدأت في عمل الدراسات الحرة بكلية الفنون الجميلة حتى أصقل الموهبة بالدراسة. الالمان سر شهرتي وماذا عن معرضك الاول في المانيا وحكايتك مع الفنانين الالمان .. ؟ كانت بداية حكايتي مع الفنانين الالمان عند وجود فوج سياحي في بلدتي زاوية سلطان وهي منطقة اثرية فقادتهم الصدفة الى الاتيلية الخاص بي وبدأوا يشاهدون لوحاتي بشيء من الغرابة والاعجاب وبدأت علاقتي معهم وخاصة بعد سفرهم لالمانيا حيث جاءني وفد خاص منهم لمشاهدة اعمالي مرة اخرى وعرضوا علي عمل معرض حرمان كثيرا ما تتراءى امام اعيننا بل موجودة كذلك في القصص القرآني مثل قصة نبي الله زكريا..والسيرة الهلالية واحدة من هذه ا لحكاوي التي تصور كيف يمكن ان يتحقق الحلم بعد يأس وكيف يصبح العقيم ابا لبطل شعبي وفارس تملأ الدنيا سيرته فقمت بقلمي برسم تلك السيرة الشعبية من بداياتها ومولد ابو زيد الهلالي وصراع الخير والشر وقوة وبسالة هذا الفتى الاسود وانتصاره لابيه وامه وقبيلته وقدمت معرضا خاصا بدار الاوبرا المصرية عن السيرة الهلالية 1992م قدمت فيه العديد من اللوحات التي تصور تلك السيرة في تسلسل كأنها فيلم سينمائي بديع وكانت تلك السيرة انعكاسا للتراث الشعبي العربي بجميع مفرداته. عنترة والشخصية العربية هل بالفعل كان لشخصية عنترة اثر في ابداعك الفني؟ - رأيت في شخصية عنترة بشجاعتها وقوتها تمثيلا للشخصية العربية وجزءا من تراثنا الشعبي فحاولت مراراً ان ارسم تلك الشخصية وبالفعل نجحت في رسمها وكانت ثمرة في ابداعي نحو الشخصيات الشعبية التي وضعت اسسا فنية في رسمها، فقد عكست لوحاتي عنترة العبسي طبقا لما عكسه التراث الشعبي من شجاعة وقوة ووفاء وحتى حبه لعبلة رسمت ذلك بكل مفرداته. الشرق وليالي الف ليلة وماذا عن معرضكم الاخير عن ليالي الف ليلة في التراث الشعبي؟ - رسمت تلك الليالي في مخيلتي منذ وقت بعيد وتراكمت احداثها بما قرأته عنها وشاهدته من الاعمال الدرامية ووجدت انه حان الوقت لكي تظهر في صورة تشكيلية فقدمت ما يقارب من عشرين لوحة في معرض خاص عن ليالي الف ليلة رسمت جمال شهرزاد وطفولة شهريار وقسوة مسرور وخوف المدينة وصياح الديك ووجدت انه يجب ان تكون هناك مجموعة اعمال اخرى تقدم حتى ولو جزءا بسيطا عن هذا التراث العربي الغني بشتى اوجه الفنون. الفن السعودي والخصوصية الثقافية وما رأي الفنان حسن الشرق في الفن السعودي وما وصل اليه من تطور؟ - لقد لامست بعضا من اوجه ا لفن السعودي في كثير من معارضي التي كان يزورها الفنانون السعوديون ووجدت اراءهم الفنية مقاربة للاتجاهات العالمية والتطور العالمي في الفن التشكيلي هذا بجانب انهم يتميزون بالحفاظ على الخصوصية الثقافية في العديد من اعمالهم التي كثيراً ما تعكس ثقافتنا العربية وموضوعاتها ذات صبغة محلية تناقش قضايانا الاقليمية. جوائز عالمية واخيراً ما رصيدك من الجوائز العالمية والمحلية؟ كانت اول جوائزي جائزة بسيطة ولكن كثيرا ما اعتز بها وهي عن لوحة مدرسة البقر التي دمرها الطيران الاسرائيلي التي فازت بالجائزة الاولى في معرض امانة الشباب عام 1972 وبعدها حصلت على العديد من الجوائز من قصور الثقافة في جمهورية مصر العربية وكانت اول جائزة عالمية بمدينة فرت بنيويورك بقصر برج برينخ بالمانيا 1994 حيث حصلت على مفتاح مدينة بنيوزيك كجائزة عن اعمالي ثم رشحت لبينالي التلقائيين بتشيكوسلوفاكيا اعوام 94 و 1998 وانتشرت مقتنياتي بالمانيا وايطاليا وفرنسا وكندا وسويسرا وامريكا و الكويت وفلسطين والعديد من الدول العربية.