يا طالما نظرت والقلب في خجل حينما عبرت نهر الطفولة متوجها الى ضفة المراهقة الحميدة.. كنت مغرما بها فقد سلبت قلبي وخلبت لبي، كانت حلما حالما، وحبا عارما، ونورا قادما، منحتها جل تفكيري، وأهديتها أزكى عبيري، فتخيلوا مغرما يرنو الى حبيبة مرتقبة، بجذوة ملتهبة، . هل تعرفون الحب؟ إنه النبض الحزين، إنه الشوق والحنين، لم أرها ولكنها سبتني، ولم أبصرها ولكنها تيمتني.. فهل سمعتم عن فتى يهيم بحب من لم يرها.. ذلك هو أنا.. كنت أرى فيها الحلم الكبير، والراحة والحبور، .. وما إن أنهيت المرحلة الثانوية حتى توجهت إليها يحدوني قلب له وجيب، أملا بلقاء الحبيب، .. دخلت بها فشدهت ودهشت! أهذه هي المليحة الحسناء التي قيدتني بقيد الإغراء.. كنت أظن أني سوف أنتقل الى مرحلة جديدة جادة في حياتي، وليتني سمعت كلام «قيراط» وهو ابن عم سقراط المشهور.. لقد قال بالحرف الواحد: سوف تبكي على زمان تقضى هل ستسطيع جمع بعض الغبار لقد وجدت بها الخلق الكثير، والجمع الغفير، ولكن العشاف قليل. وجدتهم يعملون لنيل الشهادة. وليس لهم في العلم أدنى إرادة، لم يكن العلم همهم ولا أدنى همهم، فقدوا الإخلاص فحرموا الخلاص. لقد حزنت عندما رأيت الكثير يرضون بالدون، ويطمعون ببلغة الستين، ليجتازوا قنطرة السنين. وأنا الذي رسمت في مخيلتي صورة هلامية أسطورية للطالب الجامعي.. ولكن مع الأسف تحطمت تلك الصورة بعد ان استشرى ذلك الداء العضال.. وأصبت بالعدوى وعدوت عدوهم. وأنا اليوم أقول لكل طالب «أخلص تخلص»، وارن الى السماء واسم عن الغبراء، تنل القمة الشماء وما راءٍ كمن سمع.. سعد بن عقيل الشمري جامعة الإمام فرع القصيم كلية اللغة العربية