هذه الظاهرة من الظواهر السيئة، التي بلي بها كثير من شباب المسلمين، وانتشرت بينهم انتشارا عجيبا، فقد عم شرها الصغير والكبير، والذكر والأنثى، ولم يسلم منها إلا القليل، لذا وجب التحذير منها. فليحذر الشباب هذه الظاهرة، التي هي مصيدة من مصائد الشيطان، ومكيدة من مكائده التي يكيد بها من قل نصبيه من العلم والعقل والدين. إن استماع الغناء بآلاته المحرمة، ووسائله المحظورة، من أخطر الأشياء التي تصد القلوب عن القرآن الكريم، الذي جعله الله دستورا لهذه الأمة، ومن أعظم المعوقات التي تصد عن الاستقامة والالتزام بأمر الله عز وجل وتوجيهات الدين، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم بل دليل على ضعف الإيمان، وقلة التقوى، وعدم الحرص على ما يرضي الله، والانقياد للنفس والشيطان واتباع الهوى. إن استماع الغناء، يكون سببا لأنواع من العقوبات العاجلة والآجلة، يقول ابن القيم رحمه الله والذي شاهدناه نحن وغيرنا وعرفناه بالتجارب، أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم وفشت واشتغلوا بها إلا سلط الله عليهم العدو، وبلوا بالقحط والجدب.. واستماع الغناء، من الأمور المحرمة بالكتاب والسنة، والأدلة على ذلك كثيرة، منها قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم) وقوله تعالى: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك).. قال بعض المفسرين: المقصود بصوت الشيطان: هو الغناء والمزامير وما شاكل ذلك. وأما السنة فقد جاء فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث منها قوله عليه الصلاة والسلام: (استماع الملاهي معصية والجلوس عليها فسق) وقوله صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتى قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعزف). ولكي تجزم أخي الشاب بحرمة استماع الغناء تأمل أقوال السلف: يقول أبو بكر الصديق رضى الله عنه الغناء والعزف مزمار الشيطان. ويقول عبدالله بن مسعود رضى الله عنه الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشب في الحقل. وأما الأئمة فقد قالوا ما يأتي: يقول الامام مالك رحمه الله الغناء إنما يفعله الفساق عندنا. ويقول الشافعي رحمه الله الغناء مكروه يشبه الباطل والمحال. ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : الغناء ينبت النفاق في القلب فلا يعجبني. ويقول أصحاب أبي حنيفة: سماع الأغاني فسوق والتلذذ بها كفر. فالغناء هو لهو الحديث، وهو صوت الشيطان، واستماعه معصية، والجلوس عليه فسق، وهو من طبيعة من يستحل ما حرم الله من هذه الأمة، وهو من فعل الفساق، وهو الذي ينبت النفاق، فماذا بعد ذلك معشر الشباب؟ هذا هو الغناء أخوتي الشباب في القرآن والسنة وأقوال الصحابة والأئمة، وقد أفتى علماؤنا الأجلاء حفظ الله حيهم ورحم ميتهم أفتوا بتحريم الغناء، وأجمعوا على ذلك ولم يخالف عالم واحد. فاحذروا استماع الغناء ياشباب. * إمام جامع الخلف بحي صلاح الدين بمدينة حائل