قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة. قلنا لمن يا رسول الله. قال: لله ولكتابه ولأمة المسلمين وعامتهم". والمؤمن مرآة أخيه من خلاله يرى عيوبه ويصلحها. ومن هذا سوف أوجه رسالة خاصة الى محبي الأغاني. فأقول، وبالله التوفيق: إن الحب تشريع رباني، وسنة نبوية، وباب من أبواب الخير. ويكون الصواب محالفاً للمحب إذا كان هذا الحب بالله وفي الله، ويكون مجانباً له إذا كان في غير الله، وعلى معصية الله، عافانا الله وإياكم وجميع المسلمين منه. أيها الأخ المبارك اسمح لي أن أُخاطب قلبك الرقيق وفكرك المستنير، فأقول: أيها الأخ العزيز لا يختلف اثنان أنه ليس كل مجتهد مصيب، وليس كل عمل مباح، وليس كل حب مشروع. إذاً، يا من أحب الأغنية وسماعها قف وتأمل في أنك عبدٌ لله، وابنُ عبدٍ، ولك رب، وأرسل إليك رسول. فأنت مطالب بشرع تسير عليه ولا تحيد عنه. قال تعالى: ]وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون[. وهذا والله حب غير مباح، يجب التخلص منه عاجلاً غير آجل. إنني أعتب على كثير ممن أسرفوا في هذا الجانب من الحب. ولعل الكثير سمعوا عبر موجات أف أم لإذاعة إم بي سي، وسمعوا الذي تم عبر هذه الإذاعة مما يندى له الجبين. إن الأغنية مهما تنوعت فإن حكمها واحد وهو التحريم. قال تعالى: ]ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم[. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي قومٌ يستحلون الحِرَّ والحرير والخمر والمعازف"، رواه البخاري في صحيحه عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه. والغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت المطر العشب. ... وبعد هذا الإيضاح أرجو أن أكون قد وفقت في طرح مثل هذا الموضوع الهام جداً لشريحة واسعة من شرائح المجتمع. وأشكر الصحافة المحلية على طرح مثل هذا الموضوع لما له من تأثير مباشر من رقي وسعادة الشعوب وتطور فكرها نحو تمسكها بتعاليم دينها وهدي نبيها صلى الله عليه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بريدة - علي بن سليمان الدبيخي