الرعاف الأنفي من الظواهر التي تحدث لدى الأطفال والكبار وقد تتفاوت شدتها وتكرارها ووقت حدوثها. وتكون أكثر عند الأطفال ويكون النزف في الغالب بكميات قليلة وفترات متفاوتة وقد يحدث أثناء النوم أو اثناء اليقظة ويكثر في فترات حرارة وجفاف الجو. ويكون جفاف الأنف وكثرة الالتهابات في الأنف من أسباب النزف عند الأطفال ولكن قد تكون بعض الأورام النادرة عند الأطفال، ولذا يجب التأكد من سبب النزف. أما بالنسبة للكبار فسبب النزف يكون غالبا له علاقة بارتفاع ضغط الدم في حالة وجود تصلب في الشرايين وقد يكون بسبب ا لأورام التي تحدث في الأنف او خلف الأنف وقد تكون أوراما حميدة وقد تكون أوراما خبيثة وقد لا يتمكن الطبيب أحيانا من رؤية الورم اذا لم يفحص الأنف جيدا خاصة اذا كان الورم في الجزء الخلفي من الأنف او خلف الأنف، لذا يجب التأكد من عدم وجود أورام في هذه المنطقة اذا تكرر النزف عن طريق الفحص المباشر او استخدام المنظار وقد يحتاج الى أخذ عينة من تلك المنطقة، كما يجب التنبيه الى عدم التهاون في مثل هذه الحالات اذا استمر النزف رغم تكرار الزيارة للطبيب المعالج. ونصل هنا الى خلاصة الموضوع ان الرعاف الأنفي في الغالب سببه حميد ويمكن علاجه اما بالحشو الأنفي او بالكي او بربط الشرايين التي تغذي الأنف او يكون سببه ورما خبيثا وفي هذه الحالة قد يحتاج لاستئصال جراحي اذا كان في مرحتله الأولى او العلاج كيميائيا او بالإشعاع النووي او مجتمعين. لذا يجب ملاحظة كثرة النزف والكشف عن هذه الأورام مبكرا حتى يكون فرصة علاجها أفضل وأسرع. ومما دعاني لهذه العبارة هو تكرار علاج حالات من الرعاف على انها رعاف عادي لمدة طويلة ثم يتبين بعد فحصها وأخذ عينة منها انها أورام خبيثة لذا فإنه من الأفضل التأكد من عدم وجود تلك الأسباب حتى لو اضطر المريض الى أخذ رأي طبيب آخر لأن بعض الأطباء ليس لديهم الخبرة او تدريب جيد في معرفة او حتى تشخيص تلك الحالات وبالتالي تؤدي الى تأخير في التشخيص والعلاج. د.محمد الزويد استشاري أنف وأذن وحنجرة