لا أدري من أين أبدأ ولكن.. أمور كثيرة تجبر أقلامنا على الكتابة. نعم.. الحياة مليئة بالمواقف المحزنة والمشاهد المؤلمة التي تجعلنا في أحيان كثيرة صامتين ساكنين دون حراك . ترى ماذا نفعل؟ نقف حيارى وما يسعفنا سوى دموعنا التي تنحدر من مآقينا تلك الدرر الشفافة التي تفيض من العين عندما تجيش النفس بشتى الانفعالات سواء كانت صادرة من تعابير إنسانية كالحزن والفرح والألم أم كانت نتيجة لمرض في العين.. نعم إنها لم تخلق عبثاً ولكن خلقت لتكون داخل العين بمقدار. فعندما تضعف عزيمتنا ويسود الارهاق والذل والمشاكل فإنها تكون طريقاً للترويح عما بنا. إن الدموع كنوز عظيمة لها أسرار ومنافع وتعابير.. لم لا وهي المتنفس الوحيد لنا في حياتنا وترويح لنا عندما تقصر الحجة عن الايضاح. إنها غسول للعين من الهواء المحمل بالغبار وتطهير لها من الجراثيم، وقد تكون الدموع تعبيرا عن الحب وأي حب أو تعبير للفرح وأي فرح أو تعبير للاضطهاد والظلم و... و... وما أكثر دموعنا عندما نحس أننا قد ظلمنا تعبيرا من فرط الحزن. يا لها من مشاعر فياضة تكمن في تلك الدموع الرقراقة. لساني وان عجز عن التعبير لجأت إلى دموعي وأي دموع.. إنها دموع المشاعر. عجباً كل تلك المشاعر في قطرة ماء «دمعة» تخرج من أعيننا تحتوي على ثلاث طبقات في العين طبقة سطحية دهنية وطبقة وسطى مائية تحوي املاحاً معدنية، وطبقة عميقة تتألف من مادة مخاطية والماء يؤلف 98.99% من السائل الدمعي. كما يحتوى الدمع على كمية قليلة من السكر وهو يحافظ على قرنية العين، ورطوبة العين تجعل خلاياها سليمة فكم هي نعمة عظيمة من رب عظيم. قد نبكي كثيراً من شدة الألم ومن قهر الظلم أو من مواقف وصعوبات تواجهنا في حياتنا. ولكن هل اعادت تلك الدموع لنا شيئاً.. سؤال نسأله لأنفسنا.. فنجد اجابته بالفعل لم تعد تلك الدموع شيئاً مما كان وما أعطتنا من الوعود والآمال من شيء، بل ذهبت دموعنا إلى جفاء ولكن تظل كل الدموع إلى جفاء إلا دمعة خرجت وتناثرت خشية ورهبة من الله عز وجل. بالفعل أفضل الدموع هي دموع الخوف والرهبة من الله عز وجل فأكثروا منها لأنها غسيل للمعاصي وغسيل للأمراض وأي أمراض.. إنها أمراض القلوب التي انتشرت بيننا تصيب القلب قبل العين. حقيقة دموعنا تريحنا نوعا ما تتساقط على خدودنا كالبلسم الشافي لجراحنا. تشفي غليل قلوبنا تشرح صدورنا ما أجمل أن يكون الدمع مقياس الشعور شكرت جميل صنعكم بدمعي ودمع العين مقياس الشعور همسة مشاعر مكنونة.. عواطف مكبوتة.. دموع متناثرة.. للحب أعلنها.. للفرح انثرها.. للظلم أسكبها.. عبرات تلو عبرات.. فها هي دموعي.. مصحوبة بأحلامي مصحوبة بأحزاني.. مصحوبة بأفراحي.. مزنة بنت عبدالله