تشير التقارير والاحصاءات والمتابعات الرسمية والإعلامية في المملكة العربية السعودية الى نمو مطرد وتطور ملموس في الحركة الثقافية التي حققت بفضل ما هيأته لها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود من دعم ومؤازرة وما يحظى به المنتسبون للحياة الثقافية والإبداعية الفنية من المثقفين والأدباء والمبدعين وما تجده المؤسسات والأجهزة المعنية بالثقافة كالوزارات والجمعيات والأندية الأدبية والثقافية من عناية قصوى انعكس أثرها الايجابي على المثقف والمهتم وقد أظهر تقرير إحصائي صدر عن وزارة الإعلام في المملكة العربية السعودية خلال العام 1419ه ان اجمالي عدد دور النشر السعودية بلغ 5304 دار وعدد المطابع يصل الى قرابة 700 مطبعة، وأوضح التقرير ان الانتاج المحلي من الكتب المطبوعة في المملكة للعام الهجري 1418ه قد بلغ 1538 كتاب، كما يعد نادي القصة السعودي صاحب خطوات ناهضة وابداعات خلاقة ترعاها الرئاسة العامة لرعاية الشباب حيث تنامى الحس القصصي والإبداعي الكتابي والنتاج الطباعي للقصة القصيرة في المملكة بشكل كبير وتجاوز تصاعدها التوقعات فصارت قوية الحضور على صفحات الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية والشهرية وصدرت من اجلها الأعداد الخاصة في هذه الصحف، بل وأعدت من اجلها البرامج الإذاعية الاسبوعية وكُتب عنها الدراسات العديدة والبحوث الاكاديمية وحصل عدد من طلاب الدراسات العليا والشهادات في دراستها، وعن آخر إحصائية بلغ ما انتج أكثر من خمسمائة مجموعة قصصية ومائة وثلاثين رواية وحوالي ثمانين كتاباً خاصاً بدراسة القصة القصيرة هذا بشكل عام. ونادي القصة السعودي الذي يتقدم ويزدهر بهذا الدعم اللامحدود من قبل سمو الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه تحمل طموحات كبيرة وإبراز أمنيات كتابها ومحبيها ولعل صدور الجزء الرابع والخامس وما تلاهما من مجموعات قصصية من ملف الواحات المشمسة يؤكد على هذه الطموحات والأمنيات التي تسعى لاستمراريتها بالجمعية. ان الاسماء القصصية تتداخل فيما بينها لتشكل نسيجاً متضامناً يثبت ان النادي للجميع,, الكبير والصغير، القديم والجديد، وفيصل كل هذا القصة المتمكنة من طرحها وتناولها ومن ربطها وسياقها وكتابتها، وحيث يؤكد نادي القصة بأن ملفاً كهذا قادر على التميز والعطاء لإبراز القصة القصيرة، ونحن مع هذا التوجه نؤمن كامل الايمان بان الابداع ليس فقط في كتابة القصة القصيرة بل كذلك في ترجمتها وصياغتها عربياً مع ما يناسب عاداتنا وتقاليدنا ولهذا أفردنا جزءاً للترجمة لينمو هذا الجزء مستقبلاً ويكبر ويتوسع الى لغات أخرى في السنوات القادمة، بل جزءاً للترجمة لينمو. إن طموحنا كقراء لن يتوقف عند هذا الحد لأن نجاح القصة محلياً يجب ان ينطلق الى افاق اوسع ولذا سوف يكون لملف الواحات المشمسة في اجزائه القادمة إصدار خاص بالقصة القصيرة بالمملكة باللغة الانجليزية إن شاء الله. وهذا ما يؤكده رئيس مجلس إدارة الجمعية الذي يقول: ان هذه الطموحات التي دخلنا في الحديث عنها ستتجاوز القصة القصيرة في المملكة الى الدول الشقيقة الخليج العربي لنزيد في ترابطنا وتوثيق صلتنا المتميزة مع العالم من حولنا ويضيف قائلا: إن الواحات المشمسة يميز أسلوبه الاخباري بطريقة غير مباشرة، وقد كان لهذه الطريقة في الجزء الثالث رد فعل جميل اكد لنا ان هذا المنهج المتفرد هو ما نسعى إليه دائماً ونقصد وضع معلومات المجموعات الصادرة بعد الجزء الثالث من غير إصدارات النادي وقد استطعنا الوصول إليها وهي طريقة مريحة للصياغة الفنية والأدبية. ثقافتنا إن الثقافة الإسلامية التي تمثل أساس نهضة ثقافة المجتمع السعودي سوف تظل المعيار الحقيقي الذي تنبثق منه وعنه كل مرحلة تطويرية من مراحل ارتقاء الثقافة السعودية المميزة, ويبرهن على هذه الحقيقة سمو الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب قائلاً: إن مولاي خادم الحرمين الشريفين أيده الله وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني قد وضعوا الخطوط العريضة لذلك واكدوا رعاهم الله ان المملكة العربية السعودية خصت المجال الثقافي بالقسط الاوفر وهي تخطط للانطلاق بحركة التنمية الشاملة الى افاق جديدة بهدف الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية وابرازها دوما لتظل في مركز الاهتمام. ولأن ثقافة المملكة العربية السعودية جزء لا يتجزأ من الحضارة الإسلامية دينا واخلاقاً ومثلا فهي ايضاً جزء لا يتجزأ من الحضارة العربية لغة وتاريخاً وتراثاً أدبياً, ونحمد الله عز وجل على ان هذا التواصل سيظل قائماً إن شاء الله بحكم ما توجه به العقيدة الإسلامية السمحة وبحكم التاريخ المميز وعمق تراث أمتنا الأصيل. من هنا نلمس ان النشاط الثقافي السعودي يشكل جملة عطاءات بناءة ومؤشرات مهمة إذ ان المنجزات المعنوية والمادية التي تحققت في المسار التنموي لبلادنا العزيزة الذي اصبح منهجاً للمفكرين والأدباء والكتاب كان دافعاً لمواصلة الجهد والعطاء الاسهام بادوارهم الرئيسية في هذا المنهج الحميد. إن الدعائم التي ارساها المؤسس والباني الملك عبدالعزيز يرحمه الله لبناء وتحديد ثقافة وهوية المجتمع السعودي لا تزال تتواصل في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله ليظل التواصل قائماً يجسد ما توجه به عقيدتنا الإسلامية السمحة مع تاريخنا المتميز وعمق تراثنا العربي الأصيل في بناء الإنسان السعودي الذي هو ركيزة الهوية الثقافية للمجتمع السعودي وأساس أهداف حكومتنا الرشيدة في النظر للمستقبل. وبحمد الله ها هي الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في بعض اجهزتها مثل الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون كمؤسسة هدفها خدمة التراث والثقافة السعودية ومد جسور التواصل الثقافي مع المراكز الثقافية والمكتبات العامة استطاعت ان تحقق نجاحات متميزة من خلال تنظيم المعارض الثقافية والأمسيات الأدبية والدينية واستقطابها لكبار المفكرين السعوديين واستطاعات ان تجد الروابط الأساسية لجميع وسائل الاتصال الجماهيرية بكل مضامينها من منطلق إيمان راسخ بان هذا التواصل الجماهيري يظل جزءاً لا يتجزأ من التنمية الشاملة لكافة مناحي الحياة في المجتمع السعودي مع الحفاظ على مسارات متوازنة من الابداع الثقافي في إطار الثقافة الإسلامية والعربية مما يؤدي الى تنمية مشاعر الاعتزاز لدى المواطن السعودي بالانتماء لهذه الأمة ولهذه الأرض التي كرمها الله باشرف الرسالات السماوية وبنعمة الإيمان وبعد التوازن الثقافي والشبابي في الطرح الثقافي والشبابي هو بمثابة استراتيجية لرعاية الشباب نلمسها دائماً من خلال برامجها التي تؤكد ان الثقافة بالشباب جناحان لهذا الطائر المحلق وان توجيهات قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين في أكثر من جلسة لمجلس الوزراء على العناية بالثقافة تؤكد على ذلك.