الاستمرارية بالنسبة للمطرب امر مرتبط بمدى النجاح الذي يحققه خلال مسيرته الفنية,, وهذا النجاح بدوره يتطلب مقاييس معينة يأتي على رأسها الصوت الجيّد الذي من خلاله يستطيع المطرب ان يقدم نفسه بشكل جيد، وهذه قاعدة ليس بها جدال ومسلم بها من كافة اهل الطرب,, ولكن ما يثير الاستغراب والامتعاض معاً ان نرى هذه الظاهرة بصورة معكوسة في الاوساط الغنائية لا يمكننا معها الا استثناء القاعدة، لاننا اذا فعلنا ذلك فسنجد القاعدة هي الاستثناء. واعتقد ان المشكلة الحقيقية في الفن الغنائي لاتكمن في ندرة الاصوات الجيدة، وإنما تعزى بشكل مباشر الى كثرة الاصوات غير الصالحة للغناء والتي بكل اسى اصبحت تطل علينا عبر جميع القنوات الاتصالية وخاصة عبر الفضائحيات وباتت تلاحقنا اينما توجهنا لدرجة جعلتنا ننصاع لسماعها مرغمين في بعض الاحيان, وهذا ما ادى الى تدني مستوى الذوق لدى كثير من المستمعين او بما يعرف اصطلاحاً بالتشوه السمعي . فيجب ايقاف هذا العبث فوراً ومنع تغلغل هذه الاصوات النشاز الى اذن المستمع حتى لاتشكل وقراً يحول دون الاستماع الى كل ما هو جميل,, ومن الضروري ان يوضع حد لاستمرارها لانه وإن كان مؤقتاً فسيكون له اثر قد لا يمحى بسهولة من ذهن المستمع الباحث عن الجيد من الطرب.