كي تصبح مطربا ناجحا.. وتكون أغنياتك مؤثرة بطريق مباشر في المستمعين والمشاهدين، يجب أن تكون ممثلا، وإذا لم تكن ممثلا عزيزي المطرب يجب أن تتعلم التمثيل، قد تسأل لماذا؟ أنا أقول لك لماذا؟ الجواب: لأن المطرب يؤدي دور الشاعر الذي كتب الكلمات، وهو بهذا يكون ممثلا. فهو في الأغنية ليس المحب الحقيقي، بل هو شخص آخر يقوم بدور المحب، ويؤدي هذا الدور لأن صوته جميل. وكلما أتقن المطرب تقمص الدور، وتفاعل مع الكلمة بإحساسه، نجد هذا ينعكس على نجاح الأغنية ومدى تقبل الجمهور لها. فليس من المعقول أن يؤدي المطرب أغنيته التي تتحدث عن الجراح والألم، والبكاء والحنين، ويكون المطرب وهو يؤديها ضاحكا مبتسما، أكيد ستكون هنا مشكلة في توصيل الإحساس للمشاهد. والعكس صحيح، إذا كانت الأغنية عن فرح أو نجاح أو أغنية عيد، فليس من المعقول أن يؤديها المطرب وهو متجهم، حزين، إذن لا بد من التمثيل الغنائي هنا. وهذا الكلام ينطبق على المذيع، يجب على المذيع أن يتفاعل مع الخبر وليس مهمته أن يقرأ الخبر، بل المهمة أن يوصل الخبر. وكلما كان المذيع ممثلا ناجحا فأكيد سينعكس هذا على تقبل الجمهور له. وتخيل أن هناك مذيعا يقرأ خبرا حزينا وهو سقوط طائرة وبها 400 راكب ويقرأ الخبر وهو يضحك؛ لأن المسؤولين في القناة أوصوه بأن يكون وجهه يجب أن يكون دائما مبتسما. وقد تسأل عزيزي المطرب: هل الممثل يجب أن يكون مطربا؟ الجواب: لا، ليس شرطا أن يكون صوت الممثل جميلا. بل كلما كان صوته نشازا كان أفضل له. والعهدة على الراوي.