لعله من المسلمات المؤسفة ان مؤتمراتنا العربية تختتم بتصفيق حار يسبقه عدد من التوصيات ممزوجة بنكهة من الطموح.. وعادة ما تقاد تلك التوصيات الى مصير مجهول ولكن المؤتمر الوطني السادس عشر للحاسب الآلي وما سبقه من مؤتمرات وما سيتلوه شيء آخر او ينبغي ان يكون كذلك على ان يكون بنكهة عصرية لاننا نعيش على )قرية الارض( في مرحلة لا تحتمل التنظير وصياغة التوصيات الروتينية .. اننا نعيش في عصر أكون او لا أكون. لقد سمعت كلاما كثيرا خلال ايام المؤتمر طربت لبعضه وتعددت لدي الاستفهامات حول بعضه الآخر.. وقد اخترت لمحات منه لعلي أوفق في ابداء رأيي المتواضع حولها. البرامج التطبيقية والتعليم لاشك ان التطبيقات التعليمية من اهم الركائز التعليمية الحاسوبية التي تمكن المعلم والتلميذ على حد سواء من الاستفادة بشكل كبير من تقنية المعلومات ولقد تضمن المؤتمر طرحاً عدة حول هذا الموضوع وذكر عدد من المؤتمرين مشكلة ندرة البرامج التطبيقية في التعليم وعدم تناسب بعضها مع قدرات الطلاب. ولعلي أشير هنا الى ان بعض هذه الابحاث انجزت من سنوات كما صرح احدهم واتوقع ان تعرض في المؤتمر القادم لكي يقول لنا الباحث اننا نفتقد الى البرامج التطبيقية في التعليم.. وسوف أذكركم..!! ان تدريب مديري المدارس والمعلمين ضرورة حتمية وليس القصد ان يتعرفوا على كيفية التعامل بقدر ما ينتظر منهم ان يسهموا بقدر وافر في التخطيط للبرامج التطبيقية والتعديل فيها. وقد اكد المؤتمرون على انه من الواجب ان يقوم التعليم على استخدام الحاسب الآلي كعنصر اساسي في العملية التعليمية وليس كمادة مستقلة تدرس بمنأى عن المواد الاخرى وهذه المعلومة بكل اسف قديمة واذكر انني قرأتها في قصاصة كانت معلقة على زجاج احد اعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود ايام كنت طالبا فيها منذ 12 عاما. واذكر انها تضمنت خبرا عن تجربة يابانية تتبنى مفهوم استخدام الطالب للحاسب حيث يبحث عن المعلومة بنفسه واذا شكل عليه امر سأل المعلم وبدلا من معلم واحد يوجد امامه اثنان..! مساء الخير يا حضرات المؤتمرين. معاهد تدريب الحاسب يقول صاحب السمو الامير عبدالله بن تركي بن فيصل محافظ الهيئة العامة للاستثمار في الجلسة الختامية لا حاجة لضياع مزيد من الوقت.. وأرى ضرورة التأكد من مصداقية الشهادات التي تمنحها معاهد تدريب الحاسب اهم من ايجاد مصنع للحاسبات في المملكة.. اعتقد انه كلام لا حاجة لشرحه ولكني اشير الى الدور الذي اود ان تلعبه مؤسسة التعليم الفني لاعادة النظر في هذه المعاهد. أعلم ان هناك اعادة لتصنيف هذه المعاهد ولكن ما الذي سيؤول اليه في مستوى التدريب او التنافس التجاري فيما بينها؟ الا اننا حقيقة نرغب في الدخول الى عصر المعلومات من بوابته الكبرى فمصداقية الشهادات كما ذكر سموه فيها بعض خلل ويدخل ضمن ذلك مدة الدورة والمادة العلمية وكفاءة المدربين والمغالاة في الاسعار وهنا حدث ولا حرج: تكلفة الانترنت «يا غالي الاثمان غلوك بالحيل» مازالت تكلفة الانترنت لدينا تقدم بسعر مرتفع سواء من جانب مقدم الخدمة او من قبل شركة الاتصالات الموقرة رغم البنية التحتية التي اشك في انها تستطيع مواكبة المرحلة المقبلة واذا رأينا المضي قدما في مجال تقنية المعلومات فلابد من تيسير الحصول عليها بأقل الاثمان كي تتمكن جميع فتاة المجتمع من تحقيق ذواتهم من خلالها في زمن سيكون من لا صفحة له لا مكانة له..! موقف محرج في اليوم الاول ذهبت مع عدد من الزملاء الى احد مطاعم الفندق الذي اقيم فيه المؤتمر بعد صباح حافل بالنشاط وما ان حملنا الاطباق وملأناها بما لذ وطاب حتى عمد الينا النادل قائلا: ليكلم احدكم مسؤول الضيافة فذهبت اليه استفهم الامر فقال: ان هذه الصالة مخصصة للمنظمين فقط قلت معبراً عن دهشتي لهذه )التصريفة( ولكن برنامج المؤتمر يتضمن فترة للغداء وقد رحب بنا النادل وخروجنا الآن غير لائق مطلقاً قال اذن ادفعوا قيمة الوجبات.. ولا اريد ان استرسل اكثر والمقصود ان هناك خللا في التنظيم ليس اكثر. وعلى العموم فمقالي هذا لا ينقص من جهود المؤتمرين او القائمين على هذا المؤتمر ولكني كرجل تربوي يحمل في نفسه هم التربية اطمح في طليعة المضمار سابقا للعالم المتقدم وعقارب الزمن لا تعود الى الوراء..!