السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في الآونة الأخيرة كثر الكلام وطرح الآراء عن موضوع التقاعد المبكر للمرأة وحرية الرأي مطروحة للجميع ولا اعتراض على ذلك ولكن اعتراضي على الأسلوب الذي طرحت به الأخت أنوار الغريب من حائل موضوعها تحت عنوان اريحوا هؤلاء المعلمات بالتقاعد المبكر ,وقد اتضح من خلال سياق موضوع الأخت أنوار أن بداية تعليمها كانت في هذه المدرسة التي قامت بزيارتها على حد قولها وتحت أيدي هؤلاء المعلمات المبجلات. ولا أخفيكم سراً بأنني عندما كنت أقرأ موضوعها كنت أتخيل جدتي وجدتها وجدات غيرنا هن معلمات هذه المدرسة المذكورة حيث قامت بوصف هؤلاء المعلمات بأوصاف غريبة لاتليق بمقامهن، فقد ذكرت بأنه قد احدودبت منهن الظهور وشابت منهن الرؤوس وبدت على وجوههن آثار الزمن وقد توقف بهن العمر عند حد معين من العلم واضمحلت لديهن الثقافة العامة,, وجعلتها السبب الرئيسي في اضمحلال ثقافة طالبات اليوم وهذا الكلام في نظرها شامل لجميع معلمات الأمس. وأنا في قرارة نفسي وغيري الكثير اعتقد أن هذا الكلام مبالغ فيه أشد المبالغة فلا اعتقد أن هناك معلمات بهذه الصورة المذكورة ولكن ما هكذا تورد الإبل يا أخت أنوار فبدلاً من أن تسدي لهن كلمة حق ووفاء وتقدير عرفاناً بالجميل على ما بذلنه من جهد في سبيل تعليمك حتى وصلت إلى ماوصلت إليه من درجات العلم والمعرفة طالبت الرئاسة باراحتهن والخلاص منهن، فالمفروض ان تطالبي بتكريمهن ومنحهن شهادات تقدير على جهودهن الجبارة. ولكن أهذا جزاء من تجشم الصعاب وشحذ الألباب من أجل النهوض بك من براثن الجهل إلى مشارف العلم؟ أهذا جزاء من وقف طويلاً وبح صوته كثيراً من أجل ترسيخ المعلومات في ذهنك؟ في الماضي كان يكن للمعلم كل تقدير واحترام وقال عنه الشعراء والأدباء الكثير والكثير عرفاناً منهم بالجميل. أنسيت قول الشاعر أحمد شوقي أمير الشعراء: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولاً ألا يحضرك ماقيل أيضاً: من علمني حرفاً صرت له عبداً. ولكن شتان مابين معلمة الأمس ومعلمة اليوم حيث أنني عاصرت هذه وتلك فوجدت البون شاسعا بين الاثنتين. فمعلمة الأمس شعلة تتوقد وحماس ليس له نظير كل همها الأول والأخير متوقف على مناهجها الدراسية وطالباتها اللائي ولاها المسؤولون أمرهن تساير ما استحدث في التعليم من أمور وتتابع ما استجد في المكتبات من وسائل حديثة ومعينة على ايصال المعلومات إلى الطالبات بيسر وسهولة بالاضافة إلى اهتمامها بأخلاقيات الطالبة وسلوكها الاجتماعي. أما البعض من معلمات اليوم فإنهن يمسكن بزمام أمور الوظيفة للتسلية فقط وأنفسهن في أطراف أنوفهن وكل همهن الأول والأخير مسايرة الموضة ومتابعة القنوات الفضائية والمحافظة على أناملهن وأظافرهن الطويلة من أن تخدش والوقوف باللحظات الطوال أمام المرايا من أجل تصفيف شعورهن علاوة على ذلك تسجيل الأرقام القياسية في أيام الغياب والتأخير، وهذا لعمري لهو الطامة الكبرى التي أدت إلى اختلال النظام في المدارس اللائي يعملن بها, وفي الختام آمل من الأخت أنوار ان تذهب إلى معلماتها وتقدم لهن باقة ورد ,مع الشكر والتقدير للجميع. هيا البراهيم سدير