في رثاء والدنا الشيخ الإمام محمد الصالح العثيمين الذي توفاه الله في مغرب يوم الخميس الخامس عشر من شهر شوال من العام الواحد والعشرين بعد الاربعمائة والالف من الهجرة النبوية على صاحبها افضل السلام واتم التسليم رحم الله الشيخ ورفع منزلته مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء. آمنت بالله راض منه بالقدر يغني فؤادي عن سخط وعن ضجر كل الرزايا إذا حلت فليس لها إلا التصبر بالإيمان والسور لكن في القلب حزنا لا أقاومه أخاله جبلا صلدا من الحجر لما تحدث بين القوم قائلهم مات العثيمين ما اقساه من خبر مات العثيمين (يارباه) عالمنا مات الإمام رفيع الهامة العطر مات الغمام الهمام الفذ جهبذنا العالم العابدُ الأزكى من المطر كأنما طعنة في القلب نافذة من خلف ظهري فهزت أعظم الفقر ومُقلة ارقت في الليل شاخصة كأنها جُبلت حينا على السهر قد اسبلت دمعة حرى وحق لها إذ المُصابُ عظيم بالغ الأثر تبكي عُنيزة؛ بل يبكيه منبرها فهو الخطيب لها كالشمس والقمر تبكي القصيم بلادُ العلم عالمها يبكي الحجاز، ويبكي كلُ معتمر تبكي الجزيرة قلبا نابضا كرماً سح اليدين فللمحتاج والعُسر يبكيه في عالم الاسلام قاطبة من مد أصبعه لله في السحر هو الإمام إذا ما جئت تسأله بحرا من العلم كم يحوي من الدرر هوالتقي نقي كله ورعٌ عذبُ الكلام حميد الفعل والسير ابو المكارم، والأخلاق شيمته كف ندي، وكف عُد للنذر حرباً على كل بدعي وناعقة سلاحه صاغه من صادق الخبر فالمرجفون وإن رزوا أنوفهمو تجثو خنوعا له من حدة النظر يجود بالنفس رغم العجز يكهله بالبذل في الله لا يخشى من الضرر كأنني أسمع الأنفاس قائلة ما من خلود بها، فالقوم في سفر رباه لا جزعاً، لكن حاجتنا لمثله في زمان عج بالكدر يا امةغاب عن آفاقها علمٌ في حاله أمة في السر والجهر ما غاب عن قلبه آلامُ أمته ولا ضحايا ملايين من البشر يعيشها، وصنوف الداء تنهكه لله درك من داع، ومُصطبر سعد بن حمد أبوحمد