سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنهار المجاري الآسنة تنتشر في بعض أحياء العاصمة مهدداً صحة سكان الأحياء المجاورة الذين أقلقتهم الروائح والبعوض وأخبار حمى الوادي المتصدع:
سنوات من المعاناة بلا حلول وبحيرة المصانع في اتساع والنهر المكشوف يزداد طولاً وسوءاً
بداية التقينا مع المواطن علي البواردي وهو احد اصحاب احواش المواشي في منطقة المصانع جنوبالرياض وسألناه عن الاضرار التي تسببها البحيرة الناجمة عن تجمع مياه الصرف الصحي فيها قال: باننا نحن اصحاب المواشي اصبح لدينا تخوف من هذه البحيرة التي تعج بمجموعات كبيرة من البعوض ولقد اثر علينا من جميع النواحي فمن الناحية التجارية لم يعد الناس يشترون المواشي سواء لتربيتها او اكل لحومها خوفا من اصابتها بحمى الوادي المتصدع الذي ظهر مؤخراً في منطقة جازان. ومن ناحية اخرى لم نعد نأتي الى الاحواش إلا في الاسبوع مرة واحدة في الليل تجنباً للسعات البعوض التي قد تحمل المرض، ويحكي لنا بأنه ذات مرة عند خروجه من المنزل ذاهباً الىالحوش قال ابنه الصغير اين تذهب قال، الحوش فأجابه ابنه يجب ان يعقم نفسه قبل ان يأتي الى البيت وهذا اثر على اولادنا وحرمهم من المشي في المزارع في وقت العصر. وحول الفترة التي بقيت فيها البحيرة قال بان لها مايقرب العشر سنوات ولقد اشتكينا للبلدية ورفعنا المعاريض من اجل ردمها لكن دون فائدة حتى اضطر صاحب الارض الى ردم جزء منها على حسابه وفوق كل ذلك فان بعض المصانع الموجودة هنا ترمي النفايات السامة مثل اكياس الفحم وكذلك رمي جيف الحيوانات فيها مما يؤدي الى ظهور روائح مزعجة لفترات طويلة علاوة على ذلك ظهور البعوض بكميات كبيرة في البحيرة حيث تعتبر مرتعا خصبا لها، واضاف بان البلدية اقترحت تشكيل لجنة لحل المشكلة ولكن لم نر اي نتائج. وكر للأمراض والتقينا مع المواطن سعد الهملان وسألناه عن الصرف الصحي والبحيرة في حي المصانع فقال بان الروائح الناجمة عن البحيرة تسبب صداعا وتلوثا قد لا تحمد عقباه وخصوصاً البعوض الذي يعتبر الناقل الرئيسي لمرض حمى الوادي المتصدع وخصوصاً بأننا نسمع ونقرأ عن ظهور حالات جديدة من المصابين ونحن هنا بالقرب من هذه الانهار التي لاتنتهي سواء في الصيف او الشتاء وتكون مرتعا للبعوض وللاسف نلاحظ بان بعض عمال المصانع يرمي النفايات في البحيرة دون وعي من الاخطار التي قد تحدق بهم بسبب هذه الاعمال اللا مسؤولة منهم واضاف بان الاحواش المبنية حول البحيرة قد تتعرض للانهيار عوضاً عن ذلك قد تؤدي الى خسائر من المواشي فيها وأضاف يقول بان البحيرة كان يوجد فيها اسماك تقتات من يرقات البعوض ولكن عندما اقفل المجرى الذي كان يحرك البحيرة ماتت الاسماك وظهرت رائحة كريهة بسبب صعود الاسماك الى سطح البحيرة وبذلك اصبحت يرقات البعوض في مأمن من افتراس الاسماك لها وبهذا تكاثرت كميات البعوض بشكل رهيب. ويستمر في طرح شكواه بان البلدية لاتعير اهتماما لهذه الاوبئة التي سببتها البحيرة، ويقول بان صاحب الارض هو الذي قام بردم جزء من البحيرة ولم تقدم البلدية اي اعانة تذكر في حل المشكلة. إنها متواصلة والتقينا مع المواطن تركي ابا حسين حيث قال باننا تضررنا من وجود هذه البحيرة وكذلك المواشي تضررت بشكل واضح من البعوض الذي يكون بكميات كبيرة وفوق ذلك فان جميع الصرف الصحي يصب في هذه البحيرة وبشكل متزايد دون انقطاع على مدار السنة وعلاوة على ذلك الروائح الكريهة الناجمة عن البحيرة خصوصاً بانها تعتبر المحطة قبل الاخيرة لمسيرة النهر واضاف بان اسعار المواشي تشهد هبوطاً لم يسبق له مثيل. ويذكر بان السكان في الاحياء المجاورة متضررون حيث نزح البعض منهم للسكن خارج منازلهم خوفاً من حدوث ماحصل في جازان من مرض فتاك وحاول الاهالي ردمها ولكن المشكلة تكمن في ان البحيرة تبلغ من العمق 35 متراً وهذا يتطلب كمية كبيرة من الرمل لردم هذه البحيرة ولقد رفعنا الى البلدية اكثر من مرة مطالبة اهالي الاحياء المجاورة لردمها مما تسببه من امراض سواء للكبار او ابنائهم من حيث اصابة الاطفال بالربو الذي قد يستمر مع الطفل طوال حياته. الأطفال في خطر ويؤكد المواطن محمد ال مناع بان البحيرة لم تردم ولها مايقرب العشر سنوات والمشكلة قائمة دون قيام البلدية باي تعاون لحلها وعلاوة على ذلك فان البحيرة والمجاري التي تصب فيها تخرج منها رائحة عفنة في الليل توقظ الناس من النوم وتحرمهم من استنشاق هواء نقي وصحي إضافة إلى ذلك يصاب الاطفال بامراض الربو او امراض البلهارسيا من اللعب على ضفاف مصاب الصرف الصحي ولم نلاحظ من البلدية اي تعاون ولم نشاهد اي عامل عبر هذه المنطقة للرش او غيره ونحن باعتبارنا بمدينة الرياض التي تعتبر عاصمة الثقافة العربية لعام 2000 فمن المؤسف ان توجد مثل هذه المناظر التي تقل رؤيتها في بعض البلاد المجاورة سواء جغرافياً او حضارياً ولقد تسببت هذه الانهار في نزول اسعار العقارات والبيوت خصوصاً ان هذه الاحياء ستوفر فيها جميع الخدمات من ماء وهاتف وكهرباء، بينما باقي احياء مدينة الرياض قد لاتتوفر فيها الخدمات تجد اسعار العقار غالية الثمن وقد يعود ذلك السبب إلى صحة البيئة في هذه الاحياء. عتب غاضب وخلال تجوالنا في بعض الاحياء التي تعاني من الروائح الكريهة وسوء المستوى الصحي فيها التقينا مع المواطن ابراهيم صالح ال ابراهيم حيث انفجر غضباً من موقف البلدية اللامسؤول على حد قوله وعدم اهتمامهم بمعاناة السكان وهذا من اساسيات انشاء البلديات في الاحياء وهو الاهتمام بمشاكل الناس سواء من ناحية الخدمات او غيرها حيث يقول: لافائدة من البلدية حيث اننا قدمنا اكثر من مرة شكاوى نشرح فيها معاناتنا من تواجد مثل هذه المصبات من مياه الصرف الصحي وتواجد مثل هذه البحيرات التي تعتبر مرتعا للامراض والبعوض الناقل للكثير من الامراض وتتعدى اضرارها الانسان الى المواشي وذكر بان البحيرة يلقى فيها مخلفات جميع المصانع القريبة منها وهذا يزيد المشكلة اكثر ولايعقل من البلدية وخصوصاً بان انتشار الرقعة السكانية في مدينة الرياض تتسع بشكل مطرد ومتسارع وهذا يتطلب جهوداً كبيرة من الجهات المسؤولة مثل البلدية والامانة وغيرها ويضيف بان المشكلة كبيرة ويجب تداركها حيث ان سكان هذه الاحياء ليس لديهم سيولة مادية لردمها على حسابهم بما ان البلدية لاتهتم. حوادث غرق الأطفال ومن خلال جولتنا في حي الجرادية الواقع على ضفاف وادي حنيفة بمياهه المستمرة في الجريان طوال العام التقينا مع احد سكان الحي المواطن فواز المري حيث ذكر بان سكان الحي يعانون من الروائح المتصاعدة يومياً بلا انقطاع وهذه المجاري تشكل خطراً على الاطفال الذين يلعبون على ضفتيها قد يقع الطفل في احدها ويموت خصوصاً ان هذه المجاري عميقةحيث يتراوح عمقها من 1,5 الى 3 امتار ويضيف بان المجاري تقطع مسافة كبيرة حتى تصب في الحائر جنوبالرياض وفوق ذلك لاتوجد حواجز حول هذه المجاري لحماية الاطفال من الغرق فيها وكذلك لايوجد اي تحذيرات او لافتات تنبه من المخاطر من الاقتراب منها او الاحتياط فيها من قبل الاجانب من العمالة. وتلاحظ بان اسعار العقارات منخفضة ولاتزيد خلال السنةحتى لو عشرة ريالات بسبب هذه المجاري وتلاحظ بان الحي تنقصه خدمات عدة وعدم وجود مشاريع ضخمة واسواق كبيرة تخدم الحي. وذكر بان البلدية قبل فترة طويلة قررت ردم المجاري ولكن الى الآن لم يتم اي شيء ونحن نعاني من هذه المشكلة يومياً حيث لايمكن للاطفال الترويح عن انفسهم وزيادة على المشكلة بان بعض اطفال الحي اصيبوا بالربو وسببه الروائح وعدم توفر هواء نقي في الحي وهذه المعضلة ساهمت في انتقال كثير من سكان الحي الى احياء بعيدة عن هذه المجاري. مشاكل اجتماعية وللمشكلة جوانب اجتماعية حيث بخروج سكان الحي السعوديين من الحي وتوطين العمالة الوافدة مكانها فلم يعد هناك اي روابط اجتماعية كما في السابق، وهذه الاحياء تشكل اوكاراً للعمالة المتخلفة التي تشكل خطراً على السكان حيث يسمع بشكل شبه يومي عن وقوع سرقات في بعض البيوت في الحي. في حي سلطانة وفي حي سلطانة المجاور للمجرى التقينا بالمواطن عبدالله بن عبدالمحسن الذي قال ان هذه المستنقعات تسبب تلوثاً بيئياً لهذا الحي وتعكر صفو الهواء وتنشر الامراض بانواعها, وعلى هذا المجرى نرى كثيرا من المواطنين يرمون القمامة في المجرى متسببين باغلاقه وبالتالي يطفو داخل الحي، وفي اثناء الامطار والسيول نعاني الكثير من المتاعب بين هذا المجرى ويتساءل بقوله: أين المسؤولون؟ أين البلدية؟ أين مصلحة المياه والصرف الصحي؟ أين الامانة لمعالجة هذه المشكلة؟ تزداد المعاناة شتاء وفي الحي المقابل لحي سلطانة يوجد هناك حي متضرر وهو حي الجرادية الذي يعاني اشد واكثر من حي سلطانة من هذا المجرى فتحدث الينا المواطن سلامة عواد وقال: ان ما اصاب منطقة جازان ليس تلك الماشية القادمة من الخارج بطريقة غير مشروعة فقط بل وحسب ماذكرته وسائل الاعلام انه نتيجة وجود تلك المستنقعات والتي ساعدت على تكاثر البعوض مما كان له السبب الاكبر في انتشار المرض وكما نعلم ان هذه الايام قادم علينا فصل الشتاء الذي تكثر فيه الامطار وبالتالي تكثر المستنقعات ويتكاثر فيها البعوض وعلى هذا نعاني من منتصف الليل وحتى الصباح الباكر من بعض الروائح التي تصدر من هذا الوادي مما اجبر بعض السكان على التنقل والرحيل الى احياء اخرى من الرياض وذلك خوفاً على انفسهم وعلى اولادهم من الامراض ولذلك اناشد المسؤولين في الامانة لحل هذه المشكلة. مياه المنازل وفي حي اليمامة التقينا بالمواطن ماجد الجميلي واشار الى انه من اسباب التلوث الحاصل في الشوارع يكون واقعاً من اصحاب المنازل بحيث انهم يجعلون المياه تجري في الطرقات دون توجيهها لاماكن مخصصة للتصريف مثل برك المجاري. وايضاً عدم المتابعة الدقيقة من قبل المتخصصين وعدم وضع ارشادات توضيحية تعبر عن الاضرار الناتجة لتلك المياه في الشوارع مما تسبب في تجمع البعوض ونقل الامراض المؤثرة كما قد حصل في منطقة جازان. ولمنع هذه المسببات للامراض نرجو من المسؤولين العمل المكثف على منع هذه المستنقعات بوضع اماكن تصريف مناسبة وكذلك رش الاماكن المشتبه في تلوثها. وكما نعلم ان من اهم الاضرار التي تخلفها مياه المجاري وهي الروائح الكريهة فلذلك انصح اخواني المواطنين باخذ الحيطة من تلك المستنقعات. أين صحة البيئة؟ وفي طريقنا الى حي المصانع وعند وصولنا الى مقر الشريان الملوث الذي يمتد اكثر من 35 كيلو مترا سد وادي حنيفة حدثنا المواطن عادل الحربي الذي جاء ليشاهد هذا المنظر فقال انه لمنظر محزن لسكان هذه المنطقة فأقول عبر الجزيرة التي تهتم بقضايا المواطن والمسؤول: أين صحة البيئة الموقرة؟ فإن المعالجة لاتكون بهذه الطريقة بل الافضل المعايشة للواقع والمعالجة بطريقة مثلى تحقق الهدف المنشود. خطر أعشاب المجاري وحول هذه القضية تحدث فواز مصلح وقال: نحن نرى هذا الوادي المليء بالاعشاب الخضراء قوية اللون وشديدة الجذب فترى بعض اصحاب المواشي يستعملون هذه الاعشاب لمواشيهم وبالتالي تنتقل هذه الروائح الكريهة الى المواشي وبالتالي يتفشى فيها الامراض مما يسبب حدوث تساقط شعر المواشي وبهذه الاعراض التي تؤديها هذه المجاري نطالب امانة مدينة الرياض بعمل اللازم لحل هذه القضية التي يعاني الساكنون بجانبها. في عتيقة كما تحدث المواطن عبدالله الدوسري احد سكان حي عتيقة في الجنوب الغربي منها وبالتحديد قرب الممر المائي حيث تحدث عن وجود حالات وفيات متعددة حصلت في هذه المستنقعات وقد غطت وسائل الاعلام بعضا منها حيث غرق اكثر من ثلاثة اطفال بالإضافة الى انتشار البعوض الصادر من هذه المستنقعات والروائح والتي دعتنا هذه الايام الى إبعاد اطفالنا وحجرهم داخل المنازل خوفاً من تعرضهم للسعات البعوض وهناك بعض الايام في السنة تهيج رائحة هذه المستنقعات مما يعكر علينا ويدعونا الى الخروج من المنازل وهذا الوضع يؤرقنا ويدعوني اكثر من مرة لبيع مسكني والسكن في حي اخر لذا نأمل من الجهات المسؤولة سرعة ايجاد حل سريع لدرء مثل هذه البؤر والتي اصبحت شغلنا الشاغل. كما أعرب المواطن ابراهيم المحيسن وهو احد سكان المصانع عن خوفه وعائلته من المجاري المائية وخصوصاً بحيرة المصانع المعروفة والتي اصبحت خطراً محدقاً وذلك نظراً لكونها مرتعاً خصباً لإيواء البعوض بعد هلاك الاسماك فيها مما ازم الوضع وجعلنانعيش اوقاتاً عصيبة من جراء هذا الخطر الذي اصبح يهدد حياتنا جميعاً وبالتالي يؤرق منامنا ويجعلنا نتوجه لاصحاب الشأن في هذا المجال لدرء هذا الخطر فإذا كنا سنستحمل رائحة هذه البحيرة وخطرها وبعوضها في السابق فالوضع قد تبدل هذه الايام عقب ظهور هذا الوباء لتخوفنا على انفسناوغيرنا كذلك فأملنا من الله اولاً ثم حكومتنا في طمس هذه البؤر المميتة.