تذمر أهالي القريات من بحيرة الصرف الصحي التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على صحتهم حيث أصبحت مستنقعا كبيرا يتكاثر حوله البعوض، وتنبعث منه روائح كريهة، ما ينذر بكارثة بيئية خاصة أنها تتوسع بشكل سريع يوما بعد يوم، ورغم مضي أكثر من سنة ونصف على شكوى تقدم بها أحدهم إلى هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» إلا أن نتائج التحقيق لم تظهر بعد. وناشد مواطنو المنطقة الجهات المختصة بإيجاد حل سريع وعاجل للبحيرة لافتين إلى أن بحيرة الصرف أصبحت كابوسا لا ينتهي منذ نشوئها ما يقرب من 6 سنوات، لافتين إلى أن وعودا سابقة أكدت أن نقل البحيرة قيد البحث والدراسة وسيتم التنفيذ في أقرب وقت، إلا أنها ذهبت أدراج الرياح. «عكاظ» التقت ببعض المواطنين، حيث أوضح أبو عبدالله أحد ملاك أحواش الأغنام القريبة من البحيرة أنهم يعانون بصفة مستمرة من الروائح التي أصبحت تشكل خطرا لايستهان به، وقال نحن نقضي أوقاتاً طويلة في البيع والشراء وهو ما يهدد حياتنا جراء ما ينقله لنا الهواء من بكتيريا وروائح كريهة، مؤكدا أن الكلاب الضالة المنتشرة في طريق الحراج على مسافة 100 م من البحيرة، تقتحم الأحواش، مبديا تخوفه من نقل الأمراض للمواشي. وأشار أبو عيد الشراري وبشير الشراري إلى أن البحيرة تفرعت وتشعبت حتى وصلت إلى أحواش بيع المواشي ما جعل البائعين يغادرون أماكنهم بسبب الرائحة الكريهة والحشرات والخوف من سقوط المواشي داخلها، وأضاف نايف الشراري قائلا: إن هذه البحيرة أصبحت عبارة عن مستنقع خطر يتكاثر حوله البعوض، وتنبعث منه روائح كريهة، ما ينذر بخطر كارثة بيئية مناشدين المسؤولين بنقلها فورا ودون تأخر. وقال فايز العنزي: تزداد معاناتنا سوءا عند التغيرات الجوية وهبوب الرياح في اتجاه الشرق، ما يؤدي لانتشار الروائح الكريهة المنبعثة من البحيرة بشكل أكبر، ودخولها إلى منازلنا، ما يؤثر على صحة أسرنا وأولادنا، مضيفا أن هذه البحيرة أصبحت مرتعا للبعوض والبكتيريا الجالبة للأمراض. وأبدى أبوفهد وأبو عبدالعزيز من سكان المحافظة اندهاشهما من تجاهل المسؤولين لهذه المشكلة منوهين إلى أن المعضلة الكبرى تكمن في علم المسؤولين بهذه المشاكل دون أن يحركوا ساكنا، رغم خطورة ما تسببه من مشاكل صحية وانتشار للأوبئة والأمراض، ودعوا إلى سرعة اتخاذ الإجراءات والتحرك لنقل البحيرة إلى مكان بعيد. من جانبه قال ناجح الشراري لا نستطيع الجلوس في منازلنا لقربها من البحيرة، وفي أغلب الأوقات نغلق النوافذ اتقاء الرائحة الكريهة المنبعثة من البحيرة التي تهدد حياتنا وأصبحت خطرة على البيئة بأكملها، مناشدا الجهات المختصة بالعمل على نقل البحيرة بعيدا عن النطاق العمراني، وشاطره الرأي صالح الرويلي وراشد العنزي وفلاح حسين من سكان حي الفيصلية القريب من البحيرة، حيث أبدوا تخوفا من اتنشار البعوض بشكل مخيف، بالإضافة إلى تكاثر الزواحف، منوهين بأنها أصبحت أيضا مرتعا للأوساخ وجيف الحيوانات، مؤكدين أن الروائح الكريهة تنبعث من البحيرة في كل الأوقات، لا سيما فترة الصباح والعصر، ما يضطرهم إلى إغلاق نوافذ منازلهم حيث تتسبب هذه الروائح في إصابتهم بالصداع والقلق من الإصابة بأمراض مزمنة لا سمح الله. وتحدث التربوي يوسف الرويلي عن مدى الخطورة التي تشكلها بحيرة الصرف الصحي والتي تضرر منها عدد كبير من المواطنين، حيث يقول: سئمنا من وعود المسؤولين، وننتظر منذ ست سنوات إلا أن لا حل يلوح في الأفق في الوقت الراهن على الأقل. وطالب عضو المجلس البلدي بالقريات محمد شعير الشراري بالحل الفوري والعاجل لهذه المشكلة التي تهدد سكان المنطقة، لافتا إلى أنه اتصل بمدير المياه في الجوف وشرح له معاناة الأهالي وحصل منه على وعد بالحل خلال 4 أشهر، مؤكدا مرور 8 أشهر، ولا حلول. من جهته أوضح ل «عكاظ» المتحدث الرسمي لمديرية المياه في الجوف أحمد الرويلي أنه تم تكليف مكتب للاستشارات الهندسية للعمل على إعداد تصاميم أحواض لاستيعاب مياه البحيرة وإعادة استخدامها من قبل الجهات المختصة، مضيفا أن التنسيق جار مع الجهات ذات العلاقة، فيما يقوم مقاول التشغيل والصيانة برش المحطة والبحيرة ضد الحشرات بشكل يومي، وان إحدى المكاتب الاستشارية تعمل حاليا كذلك على دراسة تصميم الخط الناقل للفائض النهائي من المياه في موقع بديل ومناسب من الناحية الجغرافية والبيئية. مضيفا: ونظرا لتعارض خط الفائض مع سكة القطار فيتم حاليا التنسيق مع جهات الاختصاص للحصول على المواصفات الفنية لتنفيذ الجزء الذي يتقاطع من الخط بطريقة الثقب الأفقي أسفل السكة. ملاك الأحواش يعاني ملاك أحواش الأغنام القريبة من بحيرة الصرف التي تشكل خطرا لا يستهان به وبصفة مستمرة، حيث أنهم يقضون أوقاتا طويلة في البيع والشراء ما يهدد حياتهم جراء ما ينقله الهواء من روائح كريهة وبكتيريا ضارة، كما أنهم يتخوفون من نقل الأمراض إلى مواشيهم، ناهيك عن اقتحام الكلاب الضالة للأحواش.