عندما بدأت البشائر تلوح في فضاءات المجتمع حاملة في طياتها قرب عودة أمير القلوب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى أرض الوطن بعد أن منَّ الله عليه بالشفاء، أخذت علامات البشر ترتسم على الوجوه فرحاً وسعادة بهذه العودة الميمونة التي تدخل الاطمئنان إلى النفوس، وتمنح مزيداً من التفاؤل المشرق نحو مواصلة الإسهام الكبير والعطاء المخلص في خدمة الوطن والمواطن على يد هذا الرجل الفذ الذي يعد ركناً قوياً من أركان القيادة الرشيدة ورجلا محنكا من طراز فريد. ولاشك أن المكانة الكبيرة التي يتمتع بها سموه لدى الجميع وحلوله في سويداء القلوب جاءت بفضل الله الذي أنعم عليه بسمات شخصية ومواهب قيادية جعلته محل ثقة القيادة ومحط أمل المواطنين، حيث يتمتع سموه - حفظه الله - بصفات مثالية رائدة مثل قوة الشخصية والذكاء وسرعة البديهة وعمق الفكر وسعة الثقافة وحسن قراءة التاريخ وفهم استنتاجاته. وهي صفات انعكست على أعمال سموه وإنجازاته فجاءت ذات صبغة إبداعية تعكس فكر سموه وعطائه القيادي الخلاق الذي لم يتوقف عند حدود مسؤولياته الإدارية فحسب بل انتشر أريجه في آفاق الأعمال الإنسانية والاجتماعية والفكرية التي حملت في سجلاتها الذهبية بصمة العطاء المتميز للأمير سلمان. فعلى صعيد عمله الإداري - حفظه الله - كان الأمير مثالاً يحتذى في العطاء الإداري والإخلاص في العمل والتمتع بالصبر والحكمة والتواضع في مقابلة المراجعين وذوي الحاجة من المواطنين والمقيمين. حيث إن للأمير أسلوبا خاصا في الحوار والإقناع وحسن التوجيه، إذ يجد الحاضرون في ديوانه اليومي والأسبوعي متعة في متابعة أدائه القيادي وحواره الراقي وحصافته الفكرية مع المراجعين والزائرين والضيوف الذين يفدون إلى مجلسه من مختلف المشارب الفكرية والشرائح الاجتماعية، وأخص منهم في هذا الصدد أصحاب الفكر والقلم والتدوين الذين يجدون في رؤى سموه وأفكاره ومناقشاته زاداً ومداداً لهم فيما يكتبون ويدونون والذين كثيراً ما نقرأ إشاداتهم بسموه واعتزازهم بشخصيته ووصفهم له بصديق المفكرين والإعلاميين. وفي الجانب الإنساني والاجتماعي يقف سموه شامخاً على هرم الأعمال الإنسانية بعطاءاته التي لا تتوقف فهو رائد من رواد العمل الإنساني والخيري في هذا الوطن المبارك، إذ قامت على يديه العديد من المؤسسات الاجتماعية والخيرية والإنسانية التي وفرت الخدمات والمساعدات والمبرات لشريحة عزيزة من المجتمع، كما أن سياسة الباب المفتوح المتمثلة في منهج سموه تعد تجسيداً حقيقياً لعلاقة القيادة بالمواطن القائمة على الثقة التامة والإخلاص المتبادل. كما أن للأمير سلمان - وفقه الله - دورا رائدا في دعم الفكر وإبراز الدور الحضاري للمملكة ونقله إلى العالم من خلال مقابلاته وزياراته وتبنيه البرامج والمعارض الحضارية التي تبين تاريخ المملكة العريق وحاضرها المزدهر وما حققته من إنجازات شامخة على كل صعيد. وللحقيقة فإن الحديث عن الأمير سلمان ورصد مواقفه وإنجازاته ووصف أفكاره وإبداعاته يحتاج إلى وقت طويل وإحاطة تامة، بل انه يحتاج إلى جهود بحثية متواصلة لتوثيق هذا المشوار التاريخي الحافل واستخلاص معطياته الإبداعية لتكون نبراساً للأجيال في العمل الهادف إلى خدمة الوطن وإبراز مكانته الحضارية وخدمة المواطن وتوفير أسباب الحياة الكريمة له. هذا والله أسأل أن يديم على أميرنا المحبوب نعمة الصحة والعافية وأن يعينه في مساعيه الخيرة وأعماله النبيلة وأن يوفقه إلى كل خير إنه سميع مجيب.