رحل ابن الجوف البار الموسوعة الثقافية والتاريخية والدينية دكتورنا عارف مفضي المسعر، رحمك الله يا أبا عبد السلام يا رجل التربية قبل أن تكون رجل التعليم فقد كنت نبراساً تربوياً وتعليمياً وثقافياً وسلوكياً وإنسانياً أعجز أن أوفيك جزءاً من حقك أو جزءاً من ثنايا طبعك. أيها التربوي المخضرم رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وأقول المخضرم لأنه درس على أيدي الشيخ فيصل بن مبارك وختم القرآن وأقول مخضرم لأنه من الأوائل الذين قاموا بالتدريس وهم يحملون شهادة الصف السادس الابتدائي سنة 1374ه. أقول تربوي لأنه جدير بهذا الاسم فقد كنت من تلاميذه بالصف الثاني بالمدرسة الشمالية بسكاكا الجوف لم يحمل العصا وكنا نفرح حينما تأتي حصته الدراسية لأنه لا يضرب ويشرح بصدق وإخلاص ويملك صياغة الرسالة ووصولها إلى الطالب بفهم كامل وببساطة وأريحية. أنك يا أبا عبد السلام رجلٌ تربوي أعطيت ووفيت وخدمت المنطقة حين كنت مدرساً ومديراً للتعليم ثم مديراً عاماً وخدمت مملكتك الحبيبة فكنت في وزارة المعارف رئيساً لشؤون المتعاقدين بالوزارة. ودورك بالمنطقة لا يخفى على أحد فقد كنت أميناً لمجلس منطقة الجوف وأميناً لجمعية البر الخيرية ثم رئيساً للجنة رعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم ونائباً لرئيس جمعية المعوقين بالجوف رحمك الله فقد عايشتك بالإدارة العامة للتعليم بالجوف وأنت المدير العام وأنا أعمل مشرفاً تربوياً منذ 1398ه فعرفتك مثالاً للمربي الفاضل والمدرس الناجح والقيادي الإداري الديمقراطي في إدارته. وحينما نلتقي في الاجتماعات التي تترأسها بالإدارة فإننا ننصت بحرص لما تقوله في مجال التربية والتعليم وفي مجالات الإدارة والإشراف التربوي والبيئة المدرسية بل وفي الدورات التدريبية فأجدك في كل مجال وكأنك متخصص فيه. وحتى في الإدارة فإنك الإداري الناجح. وليس أدل من ذلك من مؤلفاتك (كتاب تربية النشء في فلسفة الغزالي، كتاب المعقول والمنقول في التفسير الكبير لفخر الدين الرازي، كتاب التوجيه التربوي، النخلة في حياة أهل الجوف) ستبقى مما يخلد ذكراك الطيبة. لقد كنت مدرسة في الدين والتربية والتعليم والثقافة والخدمة الاجتماعية لأهل الجوف وذا وجاهة وحب من كل الناس الذين كنت تشاركهم في أفراحهم وأتراحهم وتواصلك مع كبار السن بزياراتك الدورية للسلام عليهم والجلوس معهم والاطمئنان على صحتهم، وكل هؤلاء سيفتقدونك غفر الله لك وأسكنك فسيح جناته.