بحث الاجتماع الأمني الرباعي الذي عقد بالقاهرة بمشاركة أطراف أمنية فلسطينية واسرائيلية ومصرية ورئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية سبل الحد من العنف الاسرائيلي والانتفاضة الفلسطينية والأراضي المحتلة واعادة التنسيق الأمني بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي , ويرى المراقبون انه في حالة الاتفاق الأمني ونجاح الاجتماع الرباعي بالقاهرة فإن ذلك سيشكل امكانية استئناف المفاوضات ومقدمة لإعادة ضخ الدماء في عروق العملية السلمية شبه الميتة. وقالت مصادر مصرية دبلوماسية مطلعة أمس ان الاجتماع الأمني لن يسفر عن شيء بصدد تخفيف حدة التوتر في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وفتح المعابر وتخفيف وطأة الحصار المفروض على قطاع غزةوالضفة الغربيةوالقدس. وأضافت المصادر ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لن يتوصلا خلال هذا الاجتماع الى أية اتفاقات أو ترتيبات تمس بموضوع انتفاضة الشعب الفلسطيني. واعتبرت المصادر ان هذا الاجتماع يأتي في اطار الحفاظ على خط الاتصال بين المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين حتى لا تنقطع شعرة معاوية لأن الجانبين مختلفان بصدد وثيقة كلينتون وكل التصريحات الفلسطينية والاسرائيلية تدل على ذلك على حد قول المصادر. وقال العقيد محمد دحلان رئيس الأمن الوقائي الفلسطيني في القطاع ان هدف مشاركة وفد أمني فلسطيني في الاجتماع الرباعي الأمني هو فضح الجرائم الاسرائيلية وانتهاكاتها لحقوق الانسان ومطالبة القوات الاسرائيلية بوقف العدوان وحملة الاغتيالات ورفع الحصارات وعمليات الاغلاق ووقف عمليات التجريف وسحب الدبابات من مواقعها. وأضاف دحلان لراديو صوت فلسطين ان مشاركة الجانبين الأمريكي والمصري تأتي شاهدا على تنصل الجانب الاسرائيلي فيما يلتزم به,, وقال: اننا سنرد على جميع الأكاذيب التي يبررها الوفد الاسرائيلي كما سنناقش تفاهمات شرم الشيخ وتطبيقاتها. وأعلن مسؤول فلسطيني أمس الأحد ان الفلسطينيين والاسرائيليين لم يتفقوا على جدول أعمال الاجتماع الأمني. ورداً على سؤال حول بحث المجتمعين سبل وقف الانتفاضة كما تطالب اسرائيل أو انهاء العدوان الاسرائيلي كما يطالب الفلسطينيون أجاب المسؤول الذي رفض ذكر اسمه ان جدول أعمال اللقاء ما يزال غير واضح . وأضاف المسؤول ان رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان ومدير الوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية سي اي ايه جورج تينيت يشاركان في الاجتماع. وأوضح ان الاجتماع سيعقد في مكان سري بعيدا عن وسائل الاعلام ويتولى المدير العام للمخابرات الفلسطينية اللواء أمين الهندي الموجود في القاهرة رئاسة الوفد الفلسطيني ويرافقه رئيس جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية العميد جبريل الرجوب ونظيره في قطاع غزة العقيد محمد دحلان. وسيتولى وزير النقل والسياحة الاسرائيلي أمنون ليبكين شاحاك رئاسة وفد بلاده. وأوضح شاحاك عضو الحكومة الأمنية المصغرة ورئيس هيئة الأركان الاسرائيلية سابقا ان هدف اللقاء هو خفض حدة الانتفاضة. وأضاف انه لا معنى لهذا الاجتماع اذا استمرت الانتفاضة لكن الفلسطينيين والرئيس الأمريكي بيل كلينتون متفقون على ان الاجتماع سيعقد لتقليل حدة الانتفاضة ووقف الاعتداءات في الضفة الغربية وقطاع غزة واسرائيل والقدس. وتوقعت مصادر فلسطينية واسرائيلية أمس ان يصدر الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بياناً يتضمن دعوة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وايهود باراك للحضور الى واشنطن والاجتماع به. وقال هذه المصادر ان البيان الذي سيصدره الرئيس الأمريكي سيلخص وضع المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين ليكون اطاراً مستقبلياً للتسوية الدائمة بينهما. من جهة أخرى ذكرت أنباء صحفية اسرائيلية أمس ان الجيش الاسرائيلي حرك خمسا من نقاط تفتيشه العسكرية الى داخل أراضي الضفة الغربية. وأشارت الى ان هذا التحرك يشكل بداية خطة لفصل اسرائيل عن الفلسطينيين نظرا لأن عددا كبيرا من المستوطنات الاسرائيلية يقع داخل المنطقة التي تغطيها هذه النقاط. وأشارت الصحيفة الى انه على الرغم من أن اسرائيل ترغب في السماح للفلسطينيين بالدخول الى المزارع ومحطات تموين السيارات ومراكز التسوق التي اقامتها في الأراضي التي استولت عليها في الضفة الغربية الا ان السلطة الفلسطينية تعارض مثل هذه الخطوة لانها تعد مؤشرا على الاعتراف بضم اسرائيل لهذه الأراضي.