وسط تكتم شديد، عقد في القاهرة مساء أمس اجتماع أمني بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بمشاركة اميركية ومصرية، وذلك في محاولة لاستئناف التنسيق الأمني بينهما. لكن الجانبين استبقا الاجتماع بالتشديد على وجود خلافات في وجهات النظر ازاء الهدف من عقد اللقاء وجدول اعماله، اذ يشترط الفلسطينيون وقف العدوان الاسرائيلي والحصار المفروض على الاراضي الفلسطينية قبل استئناف التعاون الامني، فيما يطالب الاسرائيليون بوقف "العنف" والانتفاضة. ورفضت القاهرة كشف مكان الاجتماع أو ما جرى فيه. كذلك رفض وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى تصوير الاجتماع وكأنه محاولة لضرب الانتفاضة، معرباً عن قناعته بأن المشكلة الأمنية بين الجانبين لن تحل الا في إطار حل المشكلة السياسية التي عزاها الى الغضب في الشارع الفلسطيني. وحددت مصادر فلسطينية قبل الاجتماع المطالب الفلسطينية بسحب الجيش الاسرائيلي الى ما كان عليه قبل 28 ايلول سبتمبر الماضي وفك الحصار وفتح المعابر والمطار والتزام وقف اغتيال القيادات الفلسطينية، مؤكدة أن لا وقف للانتفاضة قبل تحقيق هذه المطالب. وقال رئيس جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة العقيد محمد دحلان بهذا الخصوص ان المشاركة الفلسطينية في هذا الاجتماع تهدف الى "فضح ممارسات اسرائيل العدوانية ضد الشعب الفلسطيني". وصرح بان "التنسيق الامني الذي كان في السابق انتهى من دون عودة". وعلى الصعيد ذاته، اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود باراك خلال الجلسة الاسبوعية لحكومته ان جهوده تنصب الآن على "خفض مستوى العنف"، وان هذه المسألة تحظى بالأولوية في جدول اعماله. واوضح ان الاجتماع سيركز على ضرورة اعادة التنسيق الامني بين اسرائىل والاجهزة الامنية الفلسطينية "لكبح الارهاب". وجدد تأكيده ان اسرائيل لن تناقش الاقتراحات الاميركية ما لم تخفض السلطة الفلسطينية "العنف والتحريض" ضدها. ويعقد الاجتماع بمشاركة رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان ومدير الوكالة المركزية للاستخبارات الاميركية سي اي ايه جورج تينيت. ويتولى المدير العام للاستخبارات الفلسطينية اللواء امين الهندي الموجود في القاهرة رئاسة الوفد الفلسطيني على ان ينضم اليه لاحقاً رئيس جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية العميد جبريل الرجوب ونظيره في قطاع غزة العقيد محمد دحلان. وكان دحلان اعلن في وقت سابق انه سيقاطع الاجتماع الامني لان اسرائيل لم تلب شرطه رفع الحصار عن الاراضي الفلسطينية، لكنه عدل عن ذلك وصرح لاذاعة "صوت فلسطين" بانه بعد التشاور مع الرئيس ياسر عرفات قرر المشاركة في اجتماع القاهرة. واعلنت رئاسة مجلس الوزراء الاسرائيلي ان وزير السياحة امنون شاحاك، عضو الحكومة الامنية المصغرة، لن يشارك في الاجتماع الامني، موضحة "انه سيشارك مساء الاحد في مشاورات حكومية في القدس". وسيتألف الوفد الاسرائيلي من المسؤول الكبير في الجيش الاسرائيلي شلومو ياناي ورئيس جهاز الامن الداخلي افراهام ديشتر. ونددت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" و"الاتحاد الديموقراطي الفلسطيني" فدا بالاجتماع الامني.