قاطع مدير جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة العقيد محمد دحلان الاجتماع الأمني الرباعي المقرر عقده في العاصمة المصرية القاهرة اليوم. وقالت مصادر أمنية فلسطينية ان دحلان امتنع عن التوجه إلى القاهرة للمشاركة في الاجتماع لان الدولة العبرية لم تلب الشرط الذي وضعه للمشاركة في الاجتماع. فيما توجه مدير الاستخبارات العامة اللواء أمين الهندي ومدير الأمن الوقائي في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب إلى القاهرة أمس للمشاركة في هذا الاجتماع. وكان دحلان اشترط في تصريحات ليل الجمعة - السبت فك الحصار والاغلاق المحكم الذي تفرضه القوات الاسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وانهاء حال عزل المدن والقرى والمخيمات عن بعضها. لكن الحكومة الإسرائيلية واصلت فرض الحصار المشدد وعزل المدن. وقالت مصادر أمنية ل"الحياة" إن دحلان نفذ تهديداته بعدم المشاركة في الاجتماع ما لم تفك قوات الاحتلال الحصار المضروب منذ الاثنين الماضي على الأراضي الفلسطينية، وتنفيذ تفاهمات شرم الشيخ القاضية بوقف العدوان الإسرائيلي وسحب الدبابات والقوات العسكرية إلى مواقعها، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه عشية الانتفاضة. وأضافت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، ان دحلان يرى أنه من غير الملائم المشاركة في مثل هذا الاجتماع، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال عدوانها على الشعب الفلسطيني وفرض حصاراً مشدداً وتقطع اتصال الأراضي الفلسطينية إلى "كانتونات" وجزر ومنع الناس من الحركة والتنقل. وجاء الاتفاق على عقد اللقاء الذي يشارك فيه وزير السياحة الإسرائيلي، رئيس أركان الجيش السابق امنون ليفكين شاحاك، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي ايه جورج تينت، ورئيس جهاز الاستخبارات المصرية عمر سليمان، كثمرة للمحادثات التي أجراها الرئيس ياسر عرفات مع الرئيس بيل كلينتون خلال زيارته الأخيرة لواشنطن. ويهدف اللقاء إلى إعادة التنسيق الأمني بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون قبل وقف العدوان وسياسة القتل والحصار والتجويع التي تفرضها القوات الإسرائيلية عليهم. وإذا ما تم الاتفاق على إعادة التنسيق الأمني خلال اجتماع القاهرة اليوم، فإن ذلك سيشكل مقدمة لاستئناف المفاوضات وإعادة ضخ دماء في عروق العملية السلمية شبه الميتة. وكان دحلان، أحد أعضاء الوفد المفاوض البارزين، رفض في أوقات سابقة المشاركة في لقاءات أمنية فلسطينية - إسرائيلية عقدت في المنطقة، وفضل ايفاد نائبه مع مدير الأمن العام اللواء الركن عبدالرازق المجايدة للمشاركة في هذه اللقاءات التي انتهت إلى الفشل بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي ورفض تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ. ورجحت المصادر ألا يتم التوصل إلى اتفاق في القاهرة، مشيرة إلى أنه لو كان لدى اسرائيل الرغبة في ذلك لأوعزت إلى الجيش بتخفيف الحصار. وعلمت "الحياة" ان دحلان أبلغ الجانبين الأميركي والمصري أنه لن يشارك في الاجتماع.