فن الكاريكاتير من أهم الفنون التي تعتمد عليها الصحافة في جذب القراء.. وقد برع العديد من رسامي الكاريكاتير وحققوا نجاحات كبيرة في الصحافة العربية. وكتاب (عمليات تجميل) الذي أعده عبد الحليم حمود يقدم العديد من رسومات الكاريكاتير التي نشرت في عدد من المطبوعات العربية. وجاء في مقدمة الكتاب: لا يتقبل أكثر القراء فكرة أن تكون صحيفتهم من دون زاوية أو زوايا للكاريكاتور ومن هنا نستطيع تخيل العلاقة الوثيقة بينهما ذلك أن الاثنين يسدي أحدهما للآخر خدمات جمة.. فالصحيفة تؤمن للكاريكاتور الانتشار والأرضية الخصبة التي ينهل منها مواضيعه. والكاريكاتور يعطي الصحافة بدوره عصارة سخريته فيقدمها بين الكلمات المتراصة كالرمل ليكون واحة يستريح عندها القارئ بصرياً ومزاجياً. أما الخدمة الأكبر التي يقدمها هذا الفن للصحافة فهي نسبة مريديه التي يجيرها لها. وقد روى عن الصحافي الكبير مصطفى أمين -رحمه الله- أنه قال: بعد أن كانت (روز اليوسف) توزع ثلاثة الآف نسخة.. أصبحت توزع ثلاثين ألف بعد انضمام رسام الكاريكاتير الشهير (صاروخان). وتضمن الكتاب أقوالا لبعض مشاهير رسامي الكاريكاتير قال (علي فرزات): الكاريكاتور هو خبز الناس اليومي الذي يشاهدونه في الجريدة.. هو المرآة اليومية التي يشاهدون فيها أنفسهم. وقال (يوسف عيد): إن الكاريكاتور أداة حاذقة للنقد ولكنها جزء من الصحافة وبدون صحافة لا يوجد كاريكاتور. وقال هاني مظهر: الكاريكاتور العربي جاء من رحم الصحافة فحمل ملامحها وعاداتها ووطأتها عليه وتقاسم معها شجونها. وقال المؤلف: إن بعض الصحف الكبرى ساهمت في شهرة فنانين قد يكونون من الدرجة الثانية وبالمقابل ذهب كاريكاتوريون من الدرجة الأولى ضحية عملهم طوال حياتهم في صحف من الدرجة الثانية مما أدخلهم تاريخ الكاريكاتور من الباب الخلفي.