كد عدد من فناني الكاريكاتير السعوديين والعرب وجوب أن يجمع فنان الكاريكاتير بين الإبداع والملاحظة الحادة، مشيرين إلى أن التكرار في أفكار رسامي الكاريكاتير في السعودية يعود إلى ضيق مساحة الحرية. وقال هؤلاء ل"الحياة"إن بعض الصحف تحتكر فكر الفنان وتملي عليه ما يقوم بعمله، أو تضعه في زاوية واحدة ينتقد من خلالها فئة معينة، لافتين إلى عدم وجود هيئة أو نقابة لهذا الفن، تنسق مع الجهات والاتحادات العالمية وتنظم المعارض عربياً وعالمياً وتنهض بالكاريكاتير السعودي. وبين بعضهم أن كثيراً من رؤساء الصحف في العالم العربي يقلقون من فن الكاريكاتير في تجاوزه للخطوط الحمراء. وقال فنان الكاريكاتير السعودي إبراهيم الوهيبي إن فنان الكاريكاتير يجمع بين الإبداع في الرسم التشكيلي، وبين حدة الملاحظة، مشيراً إلى"أن جميع أفكار غالبية رسامي الكاريكاتير السعوديين مكررة، وذلك راجع إلى قلة مساحة الحرية، وهي السبب في تكرار المواضيع، إذ ان الكاريكاتير يحرص على تقديم العيوب التي يجب أن تحل، سواء اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، وليس العكس، أي تجنّب المسؤولين ووضعهم في اطار جميل، من دون توجيه أي انتقاد لهم". وأضاف أن علاقة رسام الكاريكاتير، سواء كان موهوباً أو غير ذلك، مع رئيس التحرير هي ما يحدد نشر رسوماته، بنسبة تصل إلى 80 في المئة، و20 في المئة يعود إلى موهبة هذا الرسام، لافتاً إلى انه"يجب مناقشة أمور تهم المجتمع في الرسم الكاريكاتيري، من دون تحديد أو تعديلات قد تطرأ على رسومات الكاريكاتيرية، من رؤساء بعض الصحف"، مشدداً على ضرورة إيجاد جمعية"تضم رسامي الكاريكاتير السعوديين، وذلك لحفظ حقوقهم وتبادل الأفكار والخبرات، ويجب أن يكون هناك تصنيف لرسامي الكاريكاتير في الصحف المحلية، فهو حالياً ليس صحافياً وليس كاتب مقال". وأشار الوهيبي الى ان رسام الكاريكاتير،"يجب أن يكون لديه حس أمني، وان تكون لديه رقابة ذاتية على ما يقدمه من رسومات".وقال:"إن الاستفادة والسرقة معناهما واحد، وبعض رسامي الكاريكاتير في السعودية يسرقون رسومات من مواقع غربية من دون أي حياء، وما زال بعضهم يقوم بهذه السرقات، من دون أي رادع من الصحف التي يعملون فيها". وقالت فنانة الكاريكاتير، في صحيفة"عرب نيوز"هناء حجار إن الكاريكاتير"مبدع وذكي جداً، لأنه جمع بين الثقافات الفنية، فهو مصور ورسام وناقد، فكلما ازدادت الاحداث في ما حوله، ازداد نشاطاً وعطاء، فعقل رسام الكاريكاتير وعينه يترجمان ما يراه، بصورة رسوم في جزء من اللحظة ليخرج بجموع من الأفكار تخاطب القارئ وتوجه رسالة إليه مباشرة مبطنة بشيء من السخرية على سلبيات يومية موجودة في المجتمع"، مؤكدة أن"عدم وجود جمعية خاصة برسامين الكاريكاتير السعوديين، من أهم المعوقات، فوجود جمعية تهتم بهذا الفن مهم جداً، لأنها تكون بمثابة ملتقى للرسامين تحمي حقوقهم الفكرية، وتوثق ما ينشر لهم جيلاً بعد جيل، لكي لا يتبعثر هذا الإرث من أعمال الكاريكاتير في المستقبل، وتكون هي نقطة التواصل بين رسامين المملكة، والمنظمات التي تعنى بالكاريكاتير خارجياً التي لها أنشطة عدة وفعالة". وأكدت حجار أن فن الكاريكاتير،"فن ابتدأ من الفكاهة والسخرية، ومع اهتمام المتلقي له أصبح يسلط الضوء على خفايا وحقائق قادته إلى محمل الجرأة، وأصبح الفن المخيف واللاذع لأنه يصل بسرعة ألف مقالة من مجرد النظر إليه".وقال رسام الكاريكاتير في صحيفة"روز اليوسف"المصرية شريف عرفة إن كثيراً من رؤساء الصحف في العالم العربي،"يبدون قلقاً من فن الكاريكاتير في تجاوزه للخطوط الحمراء، وهذه الخطوط هي السياسية بعكس ما هو معمول به في الدول الأوروبية، فأكثر ما يخافوا منه هناك هو الكاريكاتير، الذي ينتقد صناعة معينة أو رجال أعمال معينين، وقد يقيم قضية ضد الصحيفة"، مؤكداً أن هناك تجاوباً من القراء، مع رسامي الكاريكاتير ومنهم مهتمون بهذا الفن ومتابعته بشكل يومي، ومنهم من يرسل مواضيع ويطلب من رسام الكاريكاتير أن يرسمه في صحيفته، ويعاني الكثير من رسامي الكاريكاتير في الوطن العربي، من عدم وجود جهات توحد رسامي الكاريكاتير، ونرغب في أن تكون هناك مجلة كاريكاتير عربية، مثل ما هو معمول به في أميركا". وشدد رسام الكاريكاتير في صحيفة"عكاظ" سلطان السبيعي على أن يكون رسام الكاريكاتير"شديد الملاحظة للظواهر الاجتماعية، وأن يرى مالا يستطيع غيره رؤيته"، مضيفاً أن الصحافة السعودية،"تبحث عن الفنان المعلب الجاهز باسمه ورسمه وجمهوره، ما يعني تهميش الجيل الجديد من الفنانين، وعدم إعطائهم الفرصة الكاملة، والفرصة هنا ليست فقط مساحة النشر في الصحيفة، بل مساحة الحرية التي تتفاوت في المنح للفنانين، فليس كل رسام كاريكاتير يملك هامش الحرية نفسه، بل يتم تفصيل المساحات طبق قياسات رؤساء التحرير، وبحسب توجهاتهم، كما أن قلة وعي الجمهور بالأسماء كافة يجعل النجاح ينسب للأسماء المعروفة، وان لم تكن لهم، وهو ما يجعل الناشر يستثمر هذه الشهرة وهنا يحدث التهميش للبقية". وأكد رسام الكاريكاتير في صحيفة"الوطن"خالد أحمد آل شريحي، أن"تجاوز الخطوط الحمراء جرأة في حد ذاته، قد تكون محمودة وقد تكون مذمومة، بناء على الموضوع الذي يتم تناوله". ويرى أن من واجب رسام الكاريكاتير،"عدم التوقف عن محاولة توسيع آفاق حرية التعبير، في حدود السياسة العامة للمكان الذي يعمل فيه"، مشيراً إلى أن الحقوق الفكرية"لا تختلف باختلاف الأصناف الأدبية الفنية، متى ما أراد الإنسان أن يُضمّن عمله أفكار غيره، فيجب عليه الإشارة إلى المساهمة الفكرية للغير في هذا العمل، وإلا عدة سرقة".