أعلنت اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية وقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة بسبب عدم وقف «إسرائيل» بناء المستوطنات. وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الذي عقدته اللجنة مساء الجمعة «إن اللجنة العربية اجتمعت في ليبيا واستمعت إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لما آلت إليه المباحثات المباشرة وعدم التزام إسرائيل بأقل شيء وهو إيقاف المستوطنات حتى تكون هناك بيئة لبدء مباحثات جدية لإنهاء هذا الصراع». وأضاف قائلا» نحن وبكل صراحة نجد أنه ليس أمامنا إلا أن نؤيد قرار الرئيس الفلسطيني بإيقاف هذه المباحثات، وفي الوقت نفسه نعطي الجانب الأمريكي الذي نثق فيه لتقييم الموقف وإعادة الأمور إلى طبيعتها حتى تبدأ المباحثات على أرضية واضحة وهي إيقاف بناء المستوطنات.» كما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في كلمته خلال المؤتمر الصحفي إن القرار يعكس إجماع اللجنة العربية لمبادرة السلام على أن استئناف المفاوضات الفلسطينية _ الإسرائيلية المباشرة يتطلب الوقف الكامل للمستوطنات. وأكد موسى دعم موقف الرئيس الفلسطيني الداعي إلى الوقف الكامل لكافة النشاطات الاستيطانية بما يسمح باستئناف المفاوضات المباشرة موضحا أن هناك تقييما لخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دعوته بخصوص حقوق الشعب الفلسطيني. وقد حمل البيان الصادر عن اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية الحكومة الإسرائيلية مسؤولية توقف المفاوضات المباشرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي في الثاني من شهر سبتمبر الماضي نتيجة لاستمرارها في سياستها الاستيطانية غير المشروعة وما يترتب عليها من تداعيات خطيرة، مؤكدا أن استئناف تلك المفاوضات يتطلب الوقف الكامل للاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بما في ذلك القدسالشرقية. وثمن البيان المواقف التي أعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثالث والعشرين من سبتمبر بشأن الحقوق الفلسطينية، مبديا استعدادها الكامل للتعاون مع الإدارة الأمريكية لترجمة ما جاء في هذا الخطاب من مواقف إلى واقع ملموس بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ودعوة الولاياتالمتحدة إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967 بعاصمتها القدسالشرقية والطلب من الجانب الأمريكي الاستمرار في جهوده لتهيئة الظروف المناسبة لإعادة العملية السلمية إلى مسارها الصحيح وعلى رأسها وقف الاستيطان. وأكدت اللجنة مجددا أن السلام العادل والشامل مع»إسرائيل» لا يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة إلى خط الرابع من يونيو 1967 بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل والأراضي التي مازالت محتلة في جنوبلبنان وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية طبقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة وأن يتم التوصل إلى اتفاق لتحقيق هذا الهدف في موعد لا يتجاوز عاما واحدا اعتبارا من شهر سبتمبر - أيلول 2010 ورفض أي حلول جزئية أو مرحلية في هذا الشأن. وطالبت اللجنة المجتمع الدولي باتخاذ الخطوات اللازمة بما يؤدي إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة بشكل فوري، داعية في الوقت نفسه لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية. ودعت اللجنة إلى عقد اجتماع خلال شهر من تاريخه للنظر في البدائل التي طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتحديد الخطوات المطلوب اتخاذها في هذا الشأن.