يعترف الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي بوجود قصيدة النثر من خلال كتابه (قصيدة النثر أو القصيدة الخرساء) إلا أنه لا يرى فيها ما يستحق أن يلحقها بالشعر ويقول: من المؤكد أني كنت أدافع عن حق الذين يكتبون قصيدة النثر في كتابتها لو دعت الحاجة إلى ذلك لكن دون أن يمنعني هذا من التعبير عن رأيي.. لقد أراد الذين أطلقوا هذا الاسم على قصيدة النثر أن يميزوا بين الشعر والوزن أو بين الشعر والنظم وأن يفصلوا بينهما فيجعلوا الشعر مستقلا بنفسه، يمكن أن يكون منظوماً ويمكن أن يكون منثوراً، فالشعر لا يتطابق مع النظم والقصيدة يمكن أن تكون قصيدة نثر كما يمكن أن تكون قصيدة وزن. وأورد مقولة الشاعر الإنجليزي اليوث: «إنه ما من شاعر يستطيع أن يكتب قصيدة تأخذ مداها ما لم يكن أستاذاً في النثر». وأكد الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي أن النثر وظيفته الاتصال والأخبار والإفهام والإقناع فلغته تقوم على الاتفاق والاصطلاح والوصف والسرد والشرح والمنطلق: العلم نثر والخبر نثر والجدل نثر، والفكر نثر، أما الشعر ففن آخر.. الشعر حدس ونبوءة وخيال واكتشاف واعتراف معرفة شاملة نعيشها بكل ملكاتنا وحواسنا ومشاعرنا ونتعلم فيها ونتصل بالطبيعة وبالآخرين ونطرب وننتشي.