متابعة وإعداد: سعيد الدحيه الزهراني - عبدالكريم العفنان - علي سعد القحطاني يحتل الراحل غازي القصيبي مكانة عالية لدى العديد من المثقفين والمفكرين والسياسين والدبلوماسين محلياً وعربياً وعالمياً.. وقد وثقت الجزيرة بعض تلك المشاعر من خلال الإصدار الخاص الذي عنونته ب «الاستثناء».. فإلى بعض من تلك الشهادات غياب غازي عن مشاغبة اليوم بغياب غازي القصيبي غابت شمس من الشموس النادرة التي لم يخجلها بريق السلطة. الظلام بجرأة وبأدوات مبتكرة أو ماكرة مرحة حينا وجادة أو ساخرة أحيانا، شمس غازي وهكذا فالمهم في كل حالات غازي وتحولات تاريخه الخاطف الأخاذ عدم الاستسلام. هكذا كانت والجمال وموهبته الإبداعية ستبقى للأجيال، وهو وإن رحل فسيبقى وهج شجاعته في الانحياز للحق والإدارية الفذة على جرح الظلام بماء الحبر. فوزية أبو خالد عميق الإحساس وشاعرنا -منذ شبابه المبكر- عميق الإحساس بالزمن، وبتقدّم العمر وانقضاء سنوات الشباب. وقد عبّر عن ذلك تعبيراً متكرراً حتى لا تكاد تخلو قصيدة من التحسّر على الماضي والأسف على الحاضر والخوف من مقبل الأيام. وهذا دأب كثير من الشعراء الذين تراهم وهم في عنفوان الشباب يذكرون أيام شبابهم كأنها ذكريات من الماضي قد انطفأت جذوتها، ويتمنون عودة ذلك الماضي في حين لم يكن قد تكوّن لهم ماضٍ حقيقي لا في العمر ولا في الغزل بالنساء، ولكنها أحوال نفسية تصيب كثيراً من الشعراء، فيعيشون فيها كأنها حقيقة. وتظل هذه الحالة النفسية تلازمهم في مراحل حياتهم التالية. د. ناصر الدين الأسد شاعِرٌ من عَرَارِ نجدٍ زرَعَ الرمل َأقحواناً ووَرْدا ومَشَى في الهجيرِ.. ظِلاً وبَرْداَ شاعِرٌ من عَرَارِ نجدٍ.. سقَتْهُ نَفَحاتُ العَرَارِ.. عِطْراً ونَدَّا ذاتَ يومٍ قرأْتُهُ.. فَرَماني في تُخُومٍ من نشوةٍ.. تَتَحدَّى كانَ في صوتهِ امْرُؤُ القيسِ والأعْشَى ونجدٌ حُلْوٌ.. يُغازِلُ نجدا هكَذَا تُنْبِتُ الرمالُ قَوَافيها فَتَخْضَوضِرُ القِفارُ.. وتَنْدَى سليمان العيسى نموذج لغير السائد ظل غازي يعطي الناس أخبارا ويعطيهم قصصا عن نفسه بما أنه سيرة لمتغيرات اجتماعية وثقافية تختلف عن السائد، وظل هو نموذجا لغير السائد، يتكلم عن نفسه وعن المؤسسة وعن السر وعن الضمير وكأنما هو يقول سواليف يحكيها على أهله وخاصته، ولكن الأهل والخاصة هنا هم الناس كل الناس وهم التاريخ المفرود أمامه وبصفحات مفتوحة. وهذا أفضى بالشاعر لأن يكون حكائيا فكتب رواية المجتمع والناس والبعثات وشخوص المخمل والهامش معا، ولم يتخل لا عن شعره ولا عن موقعه الرسمي ولم يتقاعد عن شيء من أجل شيء آخر. كسر غلواء السر الاجتماعي الرسمي لأصحاب المقامات والمناصب الذين يحيطون سرهم بسياج من الحياء والإضمار، وكسر الحدود بين الأنشطة، بين الشعر والسرد وبين المنصب والكشف وبين الرسمي والجماهيري. وظهر رجلا نشطا ليكسر صورة المتخصص المنكب على نفسه مثلما كسر صورة الرجل الكسول كما تقول الإنثروبولوجيا العنصرية عن خمول الصحراء وكسل النفط واستهتارية وتعالي الثراء. د. غازي القصيبي المنتمي إلى المستقبل الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي علم من الأعلام المضيئة في فضاء الثقافة العربية المعاصرة ويعتز بكتاباته القارئ العربي بوجه عام، والقارئ المصري بوجه خاص أما اعتزاز القارئ العربي به فيرجع إلى أنه كاتب قومي بكل معنى الكلمة، حالم بمستقبل أعظم للأمة العربية، مستقبل ينقلها من واقعها الغارق في شروط الضرورة والانكسارات القومية إلى وعود مستقبل التقدم الذي تلازمه صفات الحرية بكل أنواعها، والعدالة بكل تجلياتها، والاستنارة بكل علاماتها ولا يتردد غازي القصيبي في تأكيد انتمائه إلى المستقبل. فاروق حسني من جزائر اللؤلؤ يكتب كأنه يعيش، أقصد كما يحب أن يعيش. هذا ما أشعر به كلما تذكرت غازي الشاعر منذ أشعاره الأولى التي (من جزائر اللؤلؤ). فذلك الكتاب هو من بين الكتب التي تعرفت بها باكراً على صوت جديد مختلف في كتابتنا في تلك الفترة، وأعني كتابتنا، التي كانت الجغرافيا قيداً ظالماً لها في سنوات التأسيسي الحديثة، ولعل الذين نجوا من ذلك القيد، وغازي أحد المبكرين، هم الذين تمكنوا من الكتابة في أفق أكثر حيوية من حيث الرؤية الإنسانية مضموناً، والأهم من حيث جوهر الأشكال والأساليب والأدوات الفنية، وهذا، في تقديري، هو العامل الحاسم الذي سبقنا إليه غازي القصيبي من حيث جرأة الخروج عن القالب، الذي تململ فيه بعض الوقت، بأشعاره الأولى، لكنه سرعان ما قال لنا كلمته الشعرية، فنياً بقدر مشجع على الذهاب إلى الحرية. قاسم حداد المصلح من الداخل وأخيراً فثمة (بعد آخر) في شخصية القصيبي، نعتبره الأهم والأخطر، ولابد من التوقف عنده والنظر فيه، في هذه العجالة، ألا وهو بعد (المصلح من الداخل). فلعل القصيبي أبرز (المصلحين من الداخل) في منطقة الخليج والجزيرة العربية. فالرجل لم يكن موظفاً بيروقراطياً في يوم من الأيام على تعدد المناصب الكبيرة التي تولاها. وفي زمن امتاز بطفرة مادية مالية، تراكض كثيرون من أبناء جيله، ممن أتيح لهم تولي مواقع إشرافية في التنمية على المغانم المادية التي لم يصل كلها إليهم عن طريق (الحلال)، ظل غازي القصيبي نظيف اليد والذمة ولم تتلوث يده بحرام المصلحة العامة!!. ومهمة (المصلح من الداخل) من أخطر المواقع وأكثرها تعرضاً للنقد وإثارة الحفائظ. فالمحافظون ينظرون للمصلح باشتباه ويعتبرونه خطراً على النظم التقليدية القديمة. والراديكاليون المتعجلون، ينظرون إليه أيضاً بالريبة ذاتها، لاعتقادهم أنه يطيل من عمر الواقع الذي يريدون تغييره جذرياً. د. محمد جابر الأنصاري القصيبي ودوره الطليعي غازي عبدالرحمن القصيبي علم من أعلام الثقافة العربية الحديثة. ساهم فيها بقسط وافر من العطاء الفني المتميز في مضماري الشعر والسرد علاوة على أعماله الفكرية. وإذا كان للشعر حضور قديم في المجتمع العربي في المملكة العربية السعودية فإن إسهاماته في هذا المضمار إسهام في إغناء التجربة العربية السعودية وإثراء لها. لكن اعتبار الرواية نوعا سرديا حديثا في الأدب السعودي، يدفعنا إلى التسليم بدوره الطليعي في تفجير الطاقات السردية والروائية بصفته مبدعا حقيقيا، أبرز أن الرواية مجال تعبيري له خصوصياته، ويمكن للعربي في المملكة العربية السعودية أن يكون روائيا، وأن يقدم شيئا يثري التجربة الروائية العربية والعالمية. وفعلا بدأنا الآن نجد علامات روائية سعودية تفرض وجودها وتستقطب الاهتمام إلى إنجازاتها. د. سعيد يقطين عاصفةُ شاعر ونجاحاتُ إداري هذا الرجل القريب جداً من قلب السلطة هو بعيدٌ عنها في نفس الوقت! وذلك حين تكتشف أنّ معظم كتبه أو بعضها على الأقل ممنوعٌ في بعض البلدان العربية..، أو أنه قدّم لروايةٍ صدرت في مكان ما وصودرت فور نزولها إلى المكتبات! رجلٌ يثير الإعجاب والحيرة معاً! الإعجاب لقدرته الفائقة الدائمة على أن يكون في قلب الأحداث والمتغيرات، ويتبع ذلك هذه الروح المتجددة في الرواية والشعر والثقافة..، كأن حياته اختيارٌ، وطريق في حديقة الحياة، نجح في أن يقطف منها ما لذّ له وطاب، بعزمٍ، وحزم، وذائقة نادرة. أما الحيرة، فمبعثها، تساؤلٌ مشروعٌ، وهو.. إلى أي مدى كان غازي القصيبي السياسي مبدعاً أو حتى مثيراً للإعجاب؟.. ماذا فعلت السياسة بغازي الشاعر والمثقف، والعكس؟! وفي كل أحوال هذه الإجابات على هذه التساؤلات فإن كفّتي الميزان تتأرجحان، ربما لأن حياة الرجل عاصفةُ شاعر، ونجاحاتُ إداري، وآمالُ سياسي، وغموض دبلوماسي! وإن كان الغموض آخر صفة يمكن أن يتصف بها غازي القصيبي، الذي غزى المواقف بالرأي المعلن، وصدح صوته شعراً ونثراً في كل الحقب والأوقات. خالد الرويشان المثير للجدل مثير للجدل في عطائه وعاصف في بيان مراده لذلك واجه غازي القصيبي الصعب وتحمل واحتمل ولكنه في نهاية المطاف كان يعود إلى موقع ما يثبت أنه كان طاهر النوايا وصادقها، وأنه رقم لا يجوز إهماله في مسار الحياة السياسية والإدارية في وطنه. ولأن الإبداع كالعجز له ثمن فإن الدكتور غازي القصيبي قد دفع هذا الثمن راضياً لقصيدة قالها فأثارت حوله العاصفة، فإذا اقتلعته العاصفة من موقع أعاده العقل إلى ما هو أفضل. وأنت تحقق فيما تقرأ له وعنه يملكك السؤال: لماذا وهو العارف أن لكلمته ثمناً ولكنك تدرك أن للرجل إيماناً يظنه قادراً على زحزحة الجبل فإذا اصطدم بحقائق العصر لم يتراجع ولم يتملكه الذعر ولا الندم. هذه هي الصلابة المستولدة من الإيمان والمتطهرة من المخادعة أو المتاجرة بما يؤمن. د. سعاد محمد الصباح البحر.. غازي له من اسمه نصيب. وعليك إن أهدتك الحياة سعادة أن يكون غازي القصيبي صديقك، ولو ردحاً من الزمن، أن تستعد لغزواته، فهو بما أوتي من ذكاء وثقافة وخفة دم وسرعة بديهة، سيهزمك عند أول مناورة، أياً كانت ترسانتك. لقد برمج كل شيء لمنازلتك، بل ليفتك بك. يريدك شاهداً على تفوقه عليك. وبرغم ذلك ستسقط في كمين محبته. لا أحد ممن عمل مع الدكتور غازي القصيبي أو ممن جالسوه ولو مرة نجا بريشه. هو يملك تشكيلة فخاخ سيختار لك منها ما يناسبك. أما إن كنت محظوظاً فستحظى بها جميعاً. سينصحك، ويضحكك، ويبهرك بما يحفظ من أشعار. ويروي لك قصصاً وطرائف لا تدري من أين جاء بها. ويرتجل من أجلك قصيدة ساخرة وربما قصيدة هجاء. وسيطلق عليك لقباً ساخراً يؤدبك به. سيكون معلمك دون ادعاء. مدافعاً عنك دون أن تستنجد به. منصفاً لك حين تكثر من حولك الخناجر. يساندك دون أن يمنّ عليك. وقد يذهب حدّ الاستنجاد بزوجته لإنجاز ما وعدك بمساعدتك فيه أدبياً ولم يجد له من وقت. لكرمه، لن يترك لك من فرصة لشكره. ما يهم البحر إن شكرته؟ فيما يعطيك دون انتظاره شكراً منك، يكمن مكر تذكيرك بأنه البحر! إن كنت تضاهيه كرماً ستشقى بسخائه. كأنه يأخذ منك ما يعطيك. أحلام مستغانمي أرى غازي القصيبي شاعراً شديد الارتباط بتراث أمته متخذاً منه أرضاً صلبة ينطلق منها ليعبر عن صوته الخاص مستفيداً في الوقت نفسه من براعة الروائي في السرد والحوار. وأراه كاتباً شديد العناية بما اعتاد الأدباء العرب إهماله أو تجاهله أو تركه لمصححي المطابع عجزاً أو جهلاً، وهو الفواصل والنقاط التي يتقن غازي القصيبي استخدامها في نصوصه الاستخدام الصحيح لكونها المنظم لما في تلك النصوص من إيقاعات. وأراه كاتباً جريئاً مخلصاً لكل ما يؤمن به، فهو من الأدباء العرب القلائل الذين يدفعون ثمناً باهظاً لكل كلمة من كلماتهم، ولكن القصيبي يدفع الثمن بصمت ومن غير ضوضاء وضجيج وجعجعة إعلامية متابعاً السير في الطرق الوعرة المفضلة لديه. وأراه أديباً رابط الجأش صابراً يتفرج على نقاد يتطوحون يمنة ويسرة في دراسات مطولة تشهق إعجاباً بتفاهة وركاكة مهملين الأدب المبدع بحق. زكريا تامر المكانة الاستثنائية إنّ لغازي القصيبي عندي شخصياً، مكانةً استثنائية، فأنا أُحبّ الرجل -عن بُعد- وأتابعه باستمرار.. وأرى في خط سيره الصّاعد دائماً، ما يجعله قادراً على أن يكون بشعره، وأدبه وحدهما في الصف الأول، بين شعرائنا جميعاً، وبإمكانه كذلك -لو أراد- أن يستغل معرفته الواسعة بأكثر من لغةٍ عالمية، ليسجّل اسمه في قائمة المبدعين العالميّين.. وصولاً إلى أرفع الجوائز التي فاز بها من هم أقلُّ منه بكثير.. غير أنّه لا يُريد.. وحسبُهُ أنّه يكتبُ ما يشاء، لا ما يشاء غيرهُ، ودون أن تُقيّده كما الكثير ممّن نعرف.. شهوة الجوائز، أو شهادات التقدير..ولعلّي كنت أقصده بقصيدتي عن (الجائزة)، أية جائزة.. حين قلتُ. حيدر محمود مالئ الدنيا قليل هم الشعراء العرب المعاصرون الذين يقترب حالهم من القول المشهور في أبي الطيب المتنبي (مالئ الدنيا وشاغل الناس)، ولن أكون مبالغاً أو مجاملاً إذا ما قلت: إن الشاعر الكبير غازي القصيبي يعدُّ واحداً من هؤلاء القلائل الذين (ملأوا الدنيا وشغلوا الناس)، لا بوصفه شاعراً متميزاً وواحداً من رواد التحديث الشعري في الجزيرة العربية فحسب؛ وإنما بوصفه أيضاً روائياً وكاتباً وسياسياً مرموقاً. فقد شرّق غازي القصيبي وغرّب، وكان منذ بداية حياته الأدبية يدرك خطورة الكلمة، ويعترف بمالها من قيمة عالية في الحياة وبما تحمله من طاقات التثوير والتنوير، والإصلاح، ومقاومة الجمود والتقليد، وبناء الإنسان وإغناء وجدانه سواء كانت الكلمة، شعراً أم نثراً، أدباً أم فكراً د. عبد العزيز المقالح الوجدان والمحيط أرى أن القصيبي من خلال إنتاجه الشعري والنثري يملك رؤية واعية لواقعنا العربي الاجتماعي والسياسي، وما يحفل به من هموم ومخاوف، وأنه استطاع أن يزاوج بين وجدانه ومحيطه وكثيراً ما كان وجدانه في الشعر وبخاصة في الحب يشكل إطاراً للحديث عن معاناته الإنسانية، فشعره متميز بالمصداقية؛ إذ يعبّر في جانب منه عن الذاتية الحالمة الحزينة الهاربة من الواقع المرير إلى التطلع لعالم القيم العليا، الراغبة في تقويم حياة المجتمع وإصلاحه؛ فهو إذا جاز التعبير رومانسي واقعي لا خيالي إلى جانب أنه مجدد في الشكل والمضمون. د. مصطفى طلاس النهضوية التنويرية المبدع القصيبي قادر وساحر، وشهية موائده كما موائد سلاطين الكلام. واللافت حقاً أن تتوفر في أدب طاقة غنية بإشعاع موسوعي، كما عند القصيبي، كل ضوء في منارة، وكل نص حدث واكتشاف، في زمن خلت فيه ساحة الثقافة العربية ممن يسدون جوع العقل والروح، ويضيفون إلى قاموس المعرفة حرفاً جديداً. ويأتي قبل هذا وذاك من عناصر الجذب في نتاج هذا المبدع، أنه مسكون بهم نهضوي تنويري وملتزم قضية الأمة وإنسانها، يضرب بجرأة وقسوة ولا يساوم، ويتحدى أكواماً من المفاهيم العتيقة التي تشل الإنسان العربي وتمنعه من اللحاق بالعصر وآفاقه النضرة. وإذا كان المثقفون العرب، في غالبيتهم، قد استهواهم التغريب والتبرؤ من تاريخهم وتراثهم وهموم مجتمعاتهم، فإن القصيبي معاند كبير وواع أصيل لم يتلوث ولم يتخل عن جذروه، ولم يتنازل عن دوره كناحت في الصخر بحثاً عن المياه العذبة والإنسان العربي الجديد. غسان مطر توليفة الاستثناء إنه حالة إبداعية إنسانية، وتوليفة من العناصر، توافرت لرجل واحد، وصنعت هذا المبدع الشاعر الروائي الباحث الكاتب الساخر والجهبذ السياسي الدبلوماسي الإداري، طبعا، قد لا يستطيع القارئ أن يرى الجزء من جبل الجليد القصيبي الغائص تحت الماء، لأن هذا يحتاج إلى معرفة شخصية ومعايشة ومسامرة، ولكنه سوف يستطيع من خلال قمة الجبل الطافحة فوق الماء وهي مقالاته ورواياته ودواوينه وكتاباته البحثية ومواقفه العلنية وسجله الوظيفي المفتوح للجمهور من خلال مناشط المدير والوزير والسفير، أن يرى جزءا كبيرا من جسم هذا الجبل.