تحافظ الأحساء على إرثها الحرفي القديم من خلال تمسك أهلها بعادات موروثة ومهن كادت أن تنقرض ومن الحرف التي تشتهر بها محافظة الأحساء، وتحمل نكهة الماضي، مهنة «الحايك» ويشرح لنا الحايك عبدالله صالح بو عيسى الذي أمضى ستة عقود في ممارسة هذه الحرفة، ويحيك قماش البشوت مستخدماً أدواته للحياكة المصنوعة من الخشب التي تقوم على استخدام اليد في جميع مراحلها، ويشدد بو عيسى على أن مهنة الحياكة تتطلب مواصفات عديدة منها ضرورة أن يتمتع الحايك بالصبر والأناة والدقة في العمل، كما أن لهذه المهنة «كما يقول» ضريبة ومنها ضعف البصر على مدى الأيام كونها تقوم على استخدام الخيوط الرفيعة والتي يتجاوز عددها ال 500 خيط لصناعة قماش البشت الحساوي «الشتوي». ويؤكد الحايك عبدالله إلى أن حرفته انقرضت «أو كادت» إلى أن المهرجانات أحيتها من جديد، ويشير إلى أن «الحُيّاك» في الماضي كانوا يصنعون عباءة النساء والتي كانت تتميز بالسماكة، إلا أنه استدرك بأن عباءة النساء التي كانوا يصنعونها لم يعد لها وجود هذه الأيام لعزوف النساء عنها لثقل وزنها، ويضيف أن صناعة قطعة قماش بطول 7 أمتار والتي تكفي لصناعة بشت واحد تتطلب منه عمل لمدة خمسة أيام. ووجه عبدالله شكره للمهرجانات على دعمها له ولأمثاله من الحرفيين وتشجيعهم عبر المشاركة في هذه الفعاليات كمهرجان الجنادرية و»حسانا فلة» الذي يعرف الناس بهم وتبث الحياة فيهم من جديد، وتبقي الأمل في نفوسهم.