جاء ميلاد الجامعات الناشئة التي أطلق عليها الكاتب عبد الله السمطي « الريفية/ الإقليمية» ضمن مشروع وطني / تنموي متكامل، أمر بهذه الصروح الهامة ووجه بسرعة إنشائها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه، وأبدع في نسج خيوطها، ورسم معالمها، وحدد رؤيتها وأبان عن رسالتها والهدف منها معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري - وفقه الله - وتابع وشارك وساند ودعم ومد اليد لليد وكان متواجداً في كل مناسبة وعند أي منعطف أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق والنواب، وصاحب لحظة الميلاد المشهودة اعتراف صريح من قبل القيادة الوطنية العليا بأن هناك مناطق معينة من هذا الوطن لم تأخذ حظها في التنمية المستدامة، ومن بين هذه المناطق « حائل «. وحرصاً من ولي الأمر على جودة هذه الجامعات وتأسيسها على قاعة أكاديمية/ إدارية/ صلبة، وحتى تبدأ من حيث انتهى من سبق أُسندت إدارتها في البداية إلى أصحاب المعالي مديري الجامعات الكبرى في المملكة العربية السعودية، وكان نصيب جامعة حائل أن كانت فترة حضانتها بيد جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المعروفة في الجودة والتميز العالمي خاصة في الهندسة والحاسب الآلي. وبعد أن رأى صاحب القرار أن هذه الجامعات استوت على سوقها وشبت عن الطوق ويمكنها إدارة أمورها بعيداً عن الوصاية والتسيير صدر الأمر الملكي الكريم القاضي بتعيين أصحاب المعالي مديري الجامعات الجديدة الذين تم اختيارهم واصطفاؤهم من أهل الخبرة والدراية والعلم والمعرفة ومنحوا الثقة الملكية الغالية وأعطوا الصلاحيات اللازمة والضرورية في سنوات التأسيس الأولى حتى يتسنى لهم ولمن تحت إدارتهم المضي قدماً بهذه الكيانات التعليمية بكل مهارة واقتدار وحسب ما هو مخطط له ولتكون منطلقاً حقيقياً للتنمية المناطقية المتوازنة والواعية ومنارات عمل ومعرفة ومشاعل تنمية وبناء. ومن أجل القيام على أرض صلبة وقاعدة راسخة وحرصاً على توفر بيئة تعليمية متكاملة خُصص لكل جامعة أراض ذات مساحات كبيرة لتقوم عليها المقار الدائمة لهذه الجامعات الناشئة، وتم وضع مشاريع البنية الأساسية والمشاريع التعليمية والخدمية والمستشفيات الجامعية وسكن الطلاب وإسكان أعضاء هيئة التدريس ضمن الميزانيات المعتمدة لوزارة التعليم العالي، وما زالت مشاريع هذه الجامعات تحظى بالإقرار والمتابعة الدائمة من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين شخصياً. وحتى يمكن لهذه الجامعات أن تستقطب أعضاء هيئة التدريس المميزين منحت مزايا مالية خاصة، وأعطيت وظائف أكاديمية مختلفة، وفتح الباب على مصراعيه للابتعاث الخارجي من أجل الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه وفي جميع التخصصات، وسهل لها التعاقد والاستقطاب، وإبرام الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون الداخلية والخارجية، ومثالاً على ذلك يوجد من منسوبي جامعة حائل أكثر من 200 مبتعث ومبتعثة للدراسة في الدول الأوروبية والأمريكية والأسترالية ،و... وفي مختلف التخصصات، حصل البعض من هؤلاء المبتعثين على أوسمة التميز العلمي من جامعاتهم التي يدرسون بها سواء بسبب براءة اختراع أو لمشاركتهم في مجالس الجامعة والبرلمانات الطلابية أو لبروزهم في فعاليات كلياتهم العلمية وأنشطتها المختلفة، من جهة أخرى استطاعت إدارة جامعة حائل التعاقد مع أعضاء هيئة تدريس من مختلف الجنسيات وفي جميع التخصصات فإلى جانب الأستاذ الأمريكي يوجد الكندي والأسترالي والنيوزلندي والعربي فضلاً عن استقطابها عددا من السعوديين المتميزين سواء بصفتهم الشخصية أو من خلال اتفاقيات تعاون مبرمة مع الجامعات السعودية وفي تخصصات علمية محددة، ولذا تميز الخريج في هذه الجامعة بالتكوين العالمي المتكامل فهو علاوة على محافظته على هويته العربية / الإسلامية، وتميزه بشخصيته السعودية، يجيد اللغة الإنجليزية إذ أن 60% من طلاب وطالبات الجامعة يخضعون لسنة تحضيرية تركز وبشكل مباشر على اللغة الإنجليزية والرياضيات ومهارات الحياة للطالب الجامعي والثقافة الإسلامية واللغة العربية ولعل جامعة حائل كانت سباقة في إلزام طلاب السياحة والآثار بإجادة اللغة الإنجليزية المطلب الأكاديمي الذي طالب به البعض من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك سعود الأيام الماضية وكتبت عنه الشرق الأوسط في عددها « 1158 «، ليس هذا فحسب بل للطلاب فضلاً عن أعضاء هيئة التدريس تواصل مستمر مع العالم الخارجي سواء من خلال احتكاكهم المباشر مع أعضاء هيئة التدريس الأجانب الذين تم التعاقد معهم أو استقطابهم أو عن طريق زيارتهم للدول التي ترتبط معها الجامعة باتفاقيات علمية مفعلة وبقوة، أو عن طريق المؤتمرات والندوات والملتقيات والمعارض الدولية والمحلية، فطالب الطب والعلوم الطبية مثلاً متربط بجامعة روان في فرنسا، والسياحة والآثار تربطه علاقة علمية بجامعة السور بون الشهيرة، وجامعة فلنسيا في أسبانيا، والباحث في النانو يرتبط بالصين، والهندسة ستجده في الجامعات الأسبانية، وطالب العلوم ستراه في النمسا، والتربية لها تبادل قوي مع جامعة موناش في أستراليا، و...أما من يرغب التفرغ لدراسة اللغة الإنجليزية من المتخصصين في العلوم الإنسانية ولم تتح لهم من قبل الدراسة في الخارج فسوف يقابل طلبه بالترحاب والمباركة بل إن إدارة الجامعة تدعوا و تحث وتشجع وتدعم أعضاء هيئة التدريس وكذا الطلاب لحضور دورات تنمية المهارات البحثية والأكاديمية والعلمية، اللغة الإنجليزية لغة التواصل العالمية / العلمية اليوم. ولذا فخريج جامعة حائل خاصة في التخصصات العلمية محط أنظار الجميع ويحصل على فرصته الوظيفية لحظة نزوله للميدان من أجل إتمام متطلباته الدراسية فيما يعرف بالتدريب التعاوني، هذا فقط فيما يخص التكوين والبناء المعرفي، وللحديث عن الجامعة في أنشطتها العلمية وكراسيها البحثية وعلاقاتها بالجامعات السعودية والخارجية وغير ذلك كثير مقالات وأحاديث قادمة بإذن الله ،وليس من رأى كمن سمع ولذا فهذه دعوة مفتوحة لزيارة جامعتي التي افتخر بها «جامعة حائل»، وجزماً في الجامعات الناشئة الأخرى مثل هذا بل ربما يزيد وإلى لقاء والسلام.