الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: القرآن الكريم كتاب الله جل وعلا، أنزله على صفوة خلقه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو مصدر التشريع في الدين الإسلامي، ودستور هذه الأمة، وهادي الناس أجمعين، فلا غرو أن تمسكت به هذه البلاد الطيبة تحكيماً وتطبيقاً والتزاماً، وكرَّست جهودها النبيلة في طباعته ونشره وتوزيعه على المسلمين في أصقاع المعمورة. هذه البلاد الطاهرة جعلت العناية بالقرآن الكريم والاهتمام به في أولويات أجندتها من خلال تعلمه والتشجيع على تلاوته وحفظه وتدبره والعمل به، وتمثل ذلك في انتشار المدارس والجمعيات الخيرية لتحفيظه، ورعاية ولاة الأمر للمسابقات العديدة لحفظه، وتكريم الفائزين فيها خير شاهد على هذا الاهتمام. وتأتي رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- للحفل الختامي لمسابقة الحرس الوطني لحفظ القرآن الكريم للعسكريين في دورتها السابعة؛ تتويجاً لهذا الدعم غير المحدود من القادة، وعندما يتكفل أيده الله بنفقات هذه المسابقة جميعها يضيف عملاً كريماً وجليلاً لسجله الحافل بكثير من الإنجازات الخيرة، وتواصلاً لمواقفه الداعمة للأعمال الخيرية المباركة، إدراكاً منه -حفظه الله- لأهمية القرآن الكريم وتأثيره العظيم في النفوس، قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (9) سورة الإسراء، وقال صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه». ولا ريب أن ما حققته مسابقة خادم الحرمين الشريفين لحفظ القرآن الكريم للعسكريين من نتائج كبيرة انعكست على هؤلاء الحفظة بتقويم سلوكياتهم والأخذ بأسباب الصلاح والهداية. ويحق لنا أن نفخر ونفاخر بهذا النوع من المسابقات ويجدر بنا أن نصفها بالوسيلة العظيمة لتحقيق الغايات النبيلة. وإننا في وزارة الثقافة والإعلام ننظر إلى هذه المسابقات بأهدافها النبيلة باعتزاز كبير لأنها مستمرة في إثراء قنواتنا الإذاعية والتليفزيونية بقراء جدد شرفهم الله بحفظ كتابه، وسوف يلقون منا في الوزارة الدعم والتشجيع كله اقتداء بما يلقونه من رعاية كريمة من قيادة هذا البلد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الذي شملهم برعايته الكريمة في هذه المسابقة حتى أصبحت حدثاً مميزاً في هذه المؤسسة الحضارية (الحرس الوطني). جزى الله القائمين عليها خير الجزاء، وبارك في أعمالهم وجهودهم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.