تظاهر أكثر من عشرين ألفاً من سكان بلغراد بعيد ظهر أمس الثلاثاء في العاصمة اليوغوسلافية في إطار ثلاثة تجمعات مختلفة، وذلك في اليوم الثاني من حملة العصيان المدني التي دعت إليها المعارضة بهدف إجبار الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش على الاعتراف بهزيمته في الانتخابات. وعلى قرع الطبول وصرخات (لقد انتهى) توجه نحو عشرة آلاف متظاهر من مختلف الاعمار من ساحة الجمهورية الى مكتب الاحصاءات,وكان هؤلاء يحتجون حسب قولهم على تزوير النتائج الذي قام به المكتب لمصلحة اللجنة الانتخابية لدى فرز الاصوات في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية اليوغوسلافية في 24 ايلول/ سبتمبر,كذلك احتشد نحو خمسة آلاف طالب على غرار يوم الاثنين امام كلية الفلسفة بناء لدعوة من حركة المقاومة التي حظرتها السلطات. وتجمع ايضا اكثر من خمسة آلاف من سكان العاصمة امام البنك الوطني للمطالبة بالافراج عن مدخرات آلاف اليوغوسلافيين التي جمدتها السلطات. من جهة اخرى كرر المقرر الخاص للامم المتحدة لحقوق الانسان في البلقان جيري دنيسبير مطالبته امس الثلاثاء السلطات اليوغوسلافية القبول بإجراء عملية فرز جديدة لبطاقات التصويت في الانتخابات الرئاسية لتفادي حدوث (موجة عنف). وقال دنيسبير في مؤتمر صحفي عقده في بلغراد من الواضح بالنسبة لي انه تم بنوع ما التلاعب بالنتائج . وساق مثالا على ذلك هو الارقام المتناقضة حول عدد المصوتين الذي جاء ادنى من عدد بطاقات التصويت التي فرزت وكذلك الاعلان الرسمي عن نسبة مشاركة اكبر من تلك التي لحظتها الاممالمتحدة في اقليم كوسوفو. وأضاف توجد 95800 بطاقة تصويت زائدة عن عدد المشاركين في الاقتراع, وأعلن ان حوالي 160 الف شخص صوتوا في كوسوفو فيما لم تحص الاممالمتحدة التي كانت تراقب عمليات الاقتراع سوى 45 الف ناخب أدلوا بأصواتهم . وتابع اعتقد ان الحقيقة يجب ان تظهر لإزالة هذه الشكوك, وعلى الطرفين القبول بإجراء فرز جديد للاصوات (,,,) واذا امكن بمشاركة خبراء دوليين . وأكد انه اذا لم يحصل ذلك فإن خطر اندلاع موجة جديدة من العنف قائم وكفانا ما شهدناه منها خلال السنوات العشر الاخيرة ,وقال ايضا ان قادة المعارضة الذين التقيتهم اكدوا لي انهم مستعدون للقبول بإجراء دورة ثانية شرط التحقق من ان النتائج متطابقة مع نسخة اللجنة الانتخابية الفدرالية . وتؤكد المعارضة الديموقراطية الصربية ان مرشحها فوييسلاف كوستونيتشا فاز على الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش في الدورة الاولى التي جرت في 24 ايلول/ سبتمبر وترفض المشاركة في دورة ثانية دعت الى اجرائها اللجنة الانتخابية الاحد المقبل.