طالعتنا إحدى الصحف في أعدادها الأخيرة مشكورة بخبر عن براءة الشاعر خالد المريخي من التهمة التي ادعى عليه بها احد المغمورين ألا وهي سطوة الشاعر المريخي على قصيدة شعرية ونشرها باسمه وما نفاه المريخي في حينه باثباتات لا تقبل الشك على الاطلاق وكانت إحدى الصحف في صفحتها الشعرية سباقة لمثل هذا الأمر بنشرها قصاصات لأعداد من المجلة التي نشر فيها الشاعر المريخي القصيدة قبل اكثر من سبع سنوات. وبالتالي تكون القضية التي لم يكن هناك احد يشكك في نهايتها ولمصلحة خالد المريخي والموضوع للأسف أخذ أكبر من حجمه حيث حاول هواة التصيد في الماء العكر واقزام الصحافة الدخول من هذه البوابة للنيل من الشاعر لوجود احقاد او آراء لديهم ليست مبنية على أسس سليمة. عموما القضية من المفترض ألا تأخذ هذا المنحى ولا تستحق السبق الصحفي لأن آراء النقاد والمهتمين لشاعرية المريخي لم ولن تتأثر بما يحاول البعض الصاقه به من تهم فالشاعر المريخي فرض نفسه لأول وهلة دون ان يكون لأحد من البشر منة أو فضل على موهبته، فكان التشجيع له من قِبل الصحفيين ليس لابرازه بقدر ما كان لأنه أصبح نجما له وزنه والمتتبع لمسيرته الشعرية يجد المستوى الثابت له من البداية وحتى الآن، وهذه صفة نادرة في الشعراء حيث عادة ما تكون بداية الشاعر متواضعة وبالتشجيع يتطور الى الافضل او ينسحب ان لم يستطع ذلك,, بينما اختلف شاعرنا عن هذه القاعدة فكان منذ بدايته شيئا جديدا,, مختلفا,, عن ما هو موجود من شعر وأسماء واعتقد ان من قال انه مدرسة شعرية جديدة في الشعر الشعبي في الخليج صدق فيما ذهب اليه، فمن كان يتصور ان شاعرا لم تتجاوز تجربته سنوات بسيطة تعد على أصابع اليد الواحدة يكون له مقلدون وتلاميذ,, ولكن هذا هو حال الابداع,, لذا فإن الحديث عادة ما يكون من أفراد يسعون لأنفسهم اكثر من أن يكون لديهم غيرة او حرص على الشعر، وهذا ما حدث مع الشاعر المريخي فالذي كبر الموضوع ليس له علاقة على الاطلاق بالشعر ولم يعرف عنه ميل او محاولة او أي شيء مرتبط بالشعر,, فما هو الذي كسبه من جراء ذلك؟ وما موقفه الآن بعد اتضاح الحقيقة؟ كيف سيعبر عن اعتذاره واخطائه؟ هل سيكون لديه نفس الجرأة في الاعتذار مثلما كانت لديه جرأة في الاتهام؟؟ اشك في ذلك، وهذا حاله وحال آخرين وللأسف بعضهم يدعي انه غيور على الساحة الشعرية وبعضهم يتوهم انه منها ولها وبعضهم وصل به الغرور فلم يعد يرى إلا نفسه وشلته,, فأصبح الاتهام بالسرقة,, او السطو من أسهل التهم التي يقذف بها الشعراء الكبار، وكأنها كلمة سهلة او نكتة للدعابة رغم انها جريمة يعاقب عليها القانون إن لم تثبت بدليل. نتمنى ان تكون هذه النهاية اقفالا لباب يظهر بين فترة واخرى، نتمنى ان يكون حال الشعر افضل,, العلاقة بين منسوبيه أقوى,, ألا تكون الاثارة الصحفية على حساب الشعر,, الا تكون الأنا والنرجسية مسيطرة على البعض فالعجب كل العجب مما يقوم به بعض الصغار الصغار جدا ممن افردت لهم عواميد وزوايا وصفحات في المجلات الشعرية، فأصبحوا منظرين وموجهين ينقدون ولا يخجلون يوجهون ولا يأبهون. الصحافة أمانة,, رسالة,, الكلمة انما تثاب عليها,, أو تحاسب,, هذه مبادئ يجب ان تصب في اذان الجميع، ونحن الآن على بداية قرن جديد لا مكان فيه إلا لمن لديه قدرة ذاتية تميزه في أي مجال كان، فالمجتمع بحاجة لجميع الفنون والعلوم والآداب، وكلها تقدم ما لديها ويقيمها المجتمع حسب حاجته ورغبته، وليت هذا في ساحتنا الشعرية بل تعدى الأمر فأصبح في الرياضة منظرون جدد وفي الثقافة والفن الكل اصبح مسؤولا لإنقاذ الوسط الذي ينتمي اليه وليتهم ينقذون أنفسهم مما هم فيه من وهم. وأتمنى من الشعراء الكبار الا ينجرفوا وراء تلك المهاترات وان ينصرفوا لكل ما هو أجمل وأفضل وما يتمناه محبو الشعر منهم، فالقارئ العاقل بكل تأكيد لن تدخل عليه مثل هذه الأقاويل فقارئ اليوم أصبح من الحكمة بمكان من ان تنطلي عليه حيل بعض هواة الشهرة والتملق والبروز على أكتاف الآخرين، فكل عام والشعر بخير,, وإلى الأمام وبالتوفيق. بندر كميخ