تتواصل الاستعدادات في العراق لبدء عملية عسكرية واسعة في الأنبار خلال أيام بمشاركة الجيش والعشائر و «الحشد الشعبي»، فيما يشن تنظيم «داعش» هجمات استباقية على معاقل الحكومة في المحافظة استباقاً لأي عمل عسكري. ويسيطر «داعش» على أكثر من 70 في المئة من الأنبار، ويفرض سطوته على 6 أقضية هي القائم والرطبة وعانة وراوة وهيت والفلوجة، بينما تسيطر قوات الجيش على قضاءي حديثة والرمادي وناحيتي البغدادي التابعة لهيت وعامرية الفلوجة. وأعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي أمس عقب لقائه رئيس الحكومة حيدر العبادي قرب إكمال التحضيرات اللازمة للبدء في عملية تحرير المحافظة. وأضاف أن «معركة الأنبار قادمة واستعدادات القوات الأمنية جيدة». ولفت إلى أن «المحافظة قامت بعمليات تنسيق أخرى مع شيوخ العشائر ومسلحيها وكل القوى السياسية والدينية داخل المحافظة من أجل دعم عملية التحرير القادمة». وزاد أن «ساعة الصفر باتت قريبة». ولم ينجح مجلس محافظة الأنبار في عقد مؤتمر موسع لعشائر المحافظة لتنسيق مواقفها وتشكيل تحالف واسع ضد تنظيم «داعش» كان من المفترض أن يعقد الأسبوع الماضي، وسط خلافات قبلية قد تعرقل جهود محاربة «داعش». وقال عبدالمجيد الفهداوي أحد شيوخ الأنبار ل «الحياة»، إن عشائر المحافظة أبدت استعدادها للمشاركة في معركة التحرير بمشاركة قوات الجيش و «الحشد الشعبي». ولفت إلى أن عشائر الرمادي عقدت اجتماعات عدة مع مسؤولين في الحكومة الاتحادية لهذا الغرض. وأشار إلى أن «عشائر الأنبار أوضحت للحكومة أن المحافظة تمتلك مقاتلين ينتمون إلى العشائر أثبتوا كفاءتهم وشجاعتهم، وتمتلك أيضاً المئات من أبنائنا المتطوعين في صفوف القوات الأمنية أكملوا تدريباتهم في معسكر الحبانية وينتظرون تسليحهم». ولفت إلى أن «عشائر الأنبار لا تتحفظ عن مشاركة الحشد الشعبي في المعركة المقبلة ما دامت تجري بمشاركة مع مقاتلي العشائر الذين سيكون لهم دور مهم في مسك الأرض والتبليغ عن أماكن داعش والمتعاونين معه ومنع حصول فوضى كما جرى في صلاح الدين»، في إشارة إلى ممارسات وانتهاكات قام بها «الحشد الشعبي» في مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين. وأفاد مصدر في مجلس المحافظة أمس، بأن وفداً أمنياً من وزارة الداخلية وصل إلى الرمادي للبحث في الاستعدادات الجارية لإطلاق العملية العسكرية، وأشار إلى أن الوفد زار أيضاً معسكر الحبانية واطلع على استعدادات الجنود وكيفية تسليحهم. ميدانياً، شن تنظيم «داعش» هجوماً بقنابل الهاون هو الأعنف على ناحية «عامرية الفلوجة» شرق الفلوجة أدى إلى مقتل وإصابة عناصر من القوات الأمنية وفق مصادر أمنية في الناحية التي تقع على خط تماس مع «داعش» منذ شهور. وأوضحت المصادر أن القصف المدفعي على الناحية أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين، والحاق أضرار مادية بعدد من المباني السكنية. وردت القوات الأمنية على مصدر القصف. وكان تنظيم «داعش» قتل نحو 25 شخصاً في ناحية «الرمانة» التابعة لقضاء القائم والمحاذية للحدود السورية. وقال شهود إن التنظيم اتهم هؤلاء بالتعاون مع القوات الأمنية وقام بإعدامهم وسط المدينة أمام الأهالي.