أعرب مسؤولون محليون في الأنبار عن تفائلهم بحل مشكلة تسليح أبناء العشائر والمتطوعين لمواجهة تنظيم «داعش» الذي شن أمس هجومين على الرمادي وناحية البغدادي، حيث قاعدة عين الأسد، فيما قال قيادي في «الحشد الشعبي» إن تحرير المحافظة لن يتم الا بمشاركة قواته. ولم تحسم حتى الآن قضية مشاركة «الحشد الشعبي» في معارك الأنبار، وسط تحفظات أميركية وأخرى محلية وعشائرية. ولكن سير المعارك والضغط الذي يتعرض له آخر معاقل الحكومة يدفعان في اتجاه مشاركة «الحشد» من دون أن يقود العمليات. وقال عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي في اتصال مع «الحياة» إن «مجلس المحافظة طلب من عدد من شيوخ العشائر تهيئة المتطوعين من ابنائها لتدريبهم». وأشار الى إن «مسؤولين محليين متفائلين بحسم قضية تسليح المقاتلين» ولفت الى أن «توجه الحكومة ومجلس المحافظة يقضيان بضم مقاتلي العشائر الذين يقاتلون داعش إلى صفوف القوات الأمنية لتسهيل تسليحهم وضمان عدم حصول خروق لأن بقاءهم خارج الضوابط يثير خوف الحكومة». وأضاف أن «محادثات مكثفة تجري بين عشائر ومسؤولي المحافظة في مشاركة الحشد الشعبي» وأوضح أن «قادة في الحشد أبدوا استعدادهم للمشاركة بطلب من الحكومة وضمانات بعدم تعرض مقاتليهم لحملة تشويه كما جرى الأمر في تكريت». وزاد أن «دور الحشد في الأنبار لن يكون مثل دوره في تكريت، وسيكون قوة مقاتلة في إطار مجموعات متساوية من الجيش والشرطة وأبناء العشائر، بينما كان له الدور القيادي البارز سابقاً». منظمة «بدر» الى ذلك، قال زعيم منظمة «بدر» هادي العامري إن «معركة تحرير الأنبار لن تتم الا من خلال المعادلة الرباعية المكونة من الجيش والشرطة والحشد والعشائر»، وربط مشاركة «الحشد» في العملية بطلب ودعم من رئيس الوزراء حيدر العبادي. وأوضح في بيان أمس أن «مطالبتنا بأن تكون مشاركة الحشد في معركة الأنبار رهن طلب من العبادي، تهدف الى عدم تكرار الحملة البعثية الداعشية التي شنها بعض السياسيين ضد ابناء الحشد الذي لن تهتم قيادته باعتراض سياسيي الفنادق»، ولفت الى ان «ما يهمنا الآن هو ابناء الأنبار وعشائرها المقاتلة على ارض الواقع فقد طالبونا بالتدخل لحل ازمة المحافظة». وأعلن عضو مجلس محافظة الأنبار حميد هاشم ان المجلس خوّل العبادي طلب اي قوة عسكرية لتحرير الأنبار «بما فيها الجيش والشرطة والحشد الشعبي، ولمسنا نيته تسليح ابناء العشائر». ميدانياً، قال ضابط في «قيادة عمليات الأنبار» ل «الحياة» إن «القوات الأمنية صدت هجوماً لداعش على مركز الرمادي، وتم قتل وإصابة العشرات من المهاجمين الذين انطلقوا من منطقة البو فراج، شمال المدينة». وأوضح أن «قوات الجيش بتنسيق مباشر مع عشائر البو ذياب والبو ريشة تمكنت من حماية جدار الصد الذي انشأته شمال الرمادي لمنع داعش من التسلل». في ناحية البغدادي، غرب الرمادي، قال الضابط نفسه إن داعش «شن هجوماً على قطعات الجيش في مركز الناحية هو الثالث خلال اسبوع»، وأشار الى إن «التنظيم يسعى إلى الاقتراب من قاعدة عين الأسد العسكرية». وفي صلاح الدين، أفادت مصادر أمنية بأن مسلحي «داعش» هاجموا في ساعة متأخرة ليل أول من امس مصفاة بيجي من الجهة الشمالية والشرقية، وأحرقوا ثلاثة مستودعات نفطية. وأضافت ان التنظيم هاجم بعد ذلك قرية المزرعة، جنوب بيجي، واشتبك مع عناصر من الجيش والشرطة وقتل وأصيب عناصر من القوات الأمنية بينهم ضابط برتبة عقيد. في بغداد، اعلنت وزارة الداخلية تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات حادثة اقتحام مركز شرطة التاجي، شمال العاصمة، وإطلاق عدد من الموقوفين وسرقة الأسلحة الموجودة في المركز من مجموعة تدعي انتماءها إلى أحد فصائل «الحشد الشعبي». ونقل بيان للداخلية عن الوزير محمد الغبان قوله ان «القوات الأمنية توصلت الى معلومات مهمة عن الجناة وهي الآن تدقق في المعلومات».