أفادت مصادر أمنية اليوم (الجمعة) بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) شن هجوماً على بلدة الخالدية في محافظة الأنبار العراقية، المجاورة لقاعدة عسكرية تعد أساسية في أي عملية عسكرية لاستعادة مناطق في المحافظة. وتقع الخالدية شرق مدينة الرمادي مركز المحافظة، والتي سيطر عليها التنظيم في ايار (مايو) بعد هجوم أدى إلى انسحاب القوات الأمنية. وانتقلت قطعات عسكرية عدة إلى قاعدة الحبانية المجاورة للخالدية، والتي باتت بمثابة نقطة تجمع تمهيداً لأي عملية محتملة لاستعادة الرمادي. وقال ضابط برتبة مقدم في الشرطة ان "تنظيم داعش استطاع التوغل في منطقة المضيق التابعة للخالدية، بعد مواجهات واشتباكات دفعت قوات الجيش والشرطة الاتحادية الى ترك مواقعهم". وأضاف: "بقيت قوات الشرطة المحلية ومقاتلو العشائر وحدهم يقاتلون التنظيم في تلك المنطقة"، مشيراً الى ان "داعش" نشر بعد اقتحامه المنطقة "انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة في بعض المنازل والشوارع". و قال الناطق باسم مكتب شؤون عشائر الأنبار، التابع لمكتب المحافظ، الشيخ سفيان العيثاوي ان "القوات الأمنية تقوم بعملية مباغتة ضد عناصر داعش في منطقة المضيق لاستعادة زمام المعركة وتطهير الأجزاء التي دخلت اليها ". وأعلن التنظيم في بيان عبر حسابات مؤيدة له في موقع "تويتر" عن تحقيق "تقدم كبير (...) في مناطق شرق الرمادي، أدى للسيطرة على مواقع عدة وأسر ضابط برتبة عميد مع ثلاثة من جنوده"، متحدثاً عن "مقتل وإصابة" العشرات من القوات الأمنية والمسلحين الموالين لها. ولم تؤكد المصادر العراقية اسر العميد، او تقدم حصيلة للهجمات. وكان التنظيم أعلن صباحاً عبر "إذاعة البيان" التابعة له، شن ثلاث هجمات انتحارية قرب الخالدية، ضمن ما أطلق عليها "غزوة ابي خالد المرعاوي"، مشيراً الى استخدام "المدافع الثقيلة" في قصف تلا التفجيرات. وأشار ضابط شرطة برتبة ملازم أول إلى ان التنظيم قام كذلك بقصف أجزاء من قاعدة الحبانية بالصواريخ وقذائف الهاون. ويتواجد في القاعدة مستشارون عسكريون أميركيون يشرفون على تدريب أبناء العشائر السنية في الأنبار على القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من المحافظة. وكان التنظيم الذي سيطر على مساحات واسعة في شمال العراق وغربه في حزيران (يونيو) 2014، يسيطر على كامل مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) وأجزاء من الرمادي منذ مطلع العام نفسه. وشكلت سيطرة التنظيم على الرمادي في أيار (مايو) أبرز تقدم له منذ هجوم العام الماضي، ودفعت رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى طلب مشاركة "الحشد الشعبي" في معارك لاستعادة مناطق في المحافظة ذات الغالبية السنية، إلا أن أي عمليات عسكرية واسعة لم تبدأ بعد، بينما تشهد مناطق محيطة بالفلوجة عمليات قصف وهجمات للقوات العراقية والمسلحين الموالين لها.