وقعت معارك عنيفة امس في مدينة بنغازي (شرق ليبيا) بين القوات التابعة للفريق أول خليفة حفتر ومسلحي «مجلس شورى الثوار» في المدينة، وهو مجلس ذات توجه اسلامي ويناهض الحكومة المعترف بها دولياً في طبرق. وتكبدت قوات حفتر خسائر بشرية كبيرة في محاولتها صد مقاتلي «المجلس» في احياء وسط بنغازي. وتحدثت تقارير عن 16 قتيلاً و50 جريحاً في صفوف الجيش، من اصل 25 شخصاً قتلوا في المعارك منذ الأربعاء. يأتي ذلك في وقت اغتيل العقيد الطاهر الوش، أحد أبرز مسؤولي جهاز الاستخبارات العسكرية التابعة لحكومة طرابلس، بتفجير سيارته في مدينة مصراتة خلال مغادرته مسجداً بعد صلاة التراويح. وأصيب فضل الحاسي، آمر تحريات القوات الخاصة التابعة لحفتر بجروح وقتل مرافقه، نتيجة استهدافهم بقذيفة هاون في شارع الحجاز حيث دارت معارك طاحنة، شن خلالها سلاح الجو التابع لحفتر غارات كثيفة على مواقع خصومه. وأعلن الجيش صد محاولة مسلحي المجلس التقدم في شارع الحجاز. وأكد مركز بنغازي الطبي ان أكثر من 50 جريحاً وصلوا الى قسم الطوارىء فيه، اضافة الى استقباله 13 جثة لقتلى المعارك. في الوقت ذاته استهدف مستشفى الجلاء القريب من منطقة الاشتباكات في المدينة بقذيفة سقطت داخله، ما اسفر عن مقتل شخص وجرح 3 آخرين. وألحق القصف أضراراً مادية بالمستشفى. وأفيد بأن من بين الجرحى الذين وصلوا الى مستشفى الجلاء، طفلان سقطت قذيفة في منزلهما خلال قصف عشوائي على حي الزاوية (الفاتح سابقاً) في بنغازي. وشملت الاشتباكات منطقة الليثي في وسط بنغازي، واستُخدِمت فيها المدفعية الثقيلة وسلاح الطيران. وسيطر هدوء حذر على بنغازي بدءاً من بعد ظهر أمس. وتشهد المدينة منذ اكثر من سنة معارك دامية بين جماعات مسلحة بعضها متشدد ومن بينها جماعة «أنصار الشريعة» القريبة من تنظيم «القاعدة»، والقوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً. وقُتل في أعمال العنف في بنغازي التي تخللتها هجمات انتحارية وتفجيرات سيارات مفخخة، أكثر من 1700 شخص منذ بداية عام 2014، كما افادت منظمة «ليبيا بادي كاونت» غير الحكومية، وهو أعلى معدل قتلى مقارنةً ببقية المدن الليبية.