لم يكتف متمردو جنوب السودان بمهاجمة المدنيين فقط، بل أقدموا في وقت متأخر أول من أمس، على مهاجمة مقر الأممالمتحدة في مدينة ملكال. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن المتمردين هاجموا قاعدة بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تؤوي 30 ألف مدني، ما أدى إلى مقتل وإصابة 10 أشخاص. وفتح المتمردون النار على القاعدة الأممية في مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل النفطية (شمال شرق)، وردت القوات الدولية بالمثل، فيما حذر بيان صادر عن بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان من أن أي هجوم على موقع لحماية المدنيين يشكل اعتداء مباشرا على المنظمة الدولية، وقد يعتبر بمثابة جريمة حرب. وأوضح البيان أن الجرحى الذين سقطوا جراء الاعتداء يتلقون العلاج في مستشفى بمجمع بعثة المنظمة الدولية وأن أحدهم في حالة خطرة. يذكر أن الحرب الأهلية اندلعت بجنوب السودان في ديسمبر من العام قبل الماضي، بعدما اتهم الرئيس سلفاكير ميارديت نائبه السابق رياك مشار بمحاولة الانقلاب على الحكم، مما أثار معارك امتدت من العاصمة جوبا إلى كافة أنحاء البلاد واتخذت في العديد من الأحيان طابعا عرقيا، وفرض مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي، عقوبات للمرة الأولى على ستة قادة عسكريين في جنوب السودان، ثلاثة من القوات الحكومية وثلاثة من المتمردين. من جهة أخرى، يبدأ المبعوث الأميركي لدولتي السودان وجنوب السودان، دونالد بوث، زيارة إلى الخرطوم خلال الأسبوع الأخير من شهر يوليو الجاري، وتهدف زيارة بوث إلى استئناف الحوار بين الحكومة السودانية والإدارة الأميركية وتجاوز عقبات سير العلاقات الثنائية. وكان مدير الدائرة الأميركية بالخارجية السودانية، السفير دفع الحاج علي، كشف عن جهود لاستئناف الحوار بين الخرطوم وواشنطن بنهاية الشهر الجاري. وقال إن المبعوث الأميركي تلقى دعوة من الخارجية السودانية لزيارة الخرطوم، وإجراء حوار مباشر مع المسؤولين بالحكومة السودانية، لتجاوز العقبات التي تعترض سير العلاقات الثنائية. وجدّد دفع الله موقف السودان الساعي للتطبيع مع الإدارة الأميركية، وتطوير العلاقات بما يخدم مصالح شعبي البلدين.