حالت درجات الحرارة المرتفعة في نهار رمضان، الذي يأتي تزامناً مع موسم الصيف هذا العام، دون زيارات المعتمرين إلى المواقع التاريخية الإسلامية، إذ تصل درجات الحرارة في بعض الأحيان إلى 45 درجة في مكةالمكرمة. وعلى رغم أن تلك المواقع مثل «غار ثور، وغار حراء، وجبل الرحمة»، تمثل أمراً لازماً ومهماً لكثير من المسلمين، يحرصون على زيارتها أو المرور بها، إلا أن الوصول إليها في نهار رمضان أصبح صعباً، فيما ينشغل المعتمرون في الليل بالصلاة والقيام، ومن أكثر الجنسيات التي تحرص على الزيارة من المعتمرين الجنسيات الأفريقية، والجنسيات العربية، تليها الجنسيات الأوروبية. وتمثل زيارة هذه المواقع التاريخية والدينية للمعتمرين ضرورة مهمة، اعتقاداً منهم بأن لهذه الأماكن بركة في تربتها أو أحجارها، إضافة إلى حرصهم على معرفة المواقع الأثرية الإسلامية التي عاصرها الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده. يقول المعتمر محمد رضوان القادم من مصر، إن الصعود إلى غار حراء وغار ثور وجبل الرحمة بالغ الصعوبة، وتزداد الصعوبة في ظل عدم وجود أشجار أو مظلات تقي الزوار من أشعة الشمس الحارقة، إضافة إلى حرارة الأرض الشديدة فكل ما ارتفع الزائر صعوداً وصولاً للغار تزداد حرارة الشمس، وبالتالي فإنه يعرض نفسه للإصابة بضربة شمس. فيما يؤكد أحد ملاك مؤسسات العمرة في مكةالمكرمة أحمد بادي أن تنظيم الزيارات إلى المواقع التاريخية الإسلامية شهد انخفاضاً ملحوظاً، يصل إلى انعدام الزيارة في بعض الأحيان، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة، في ظل صيام المعتمرين والزوار. وأشار إلى أن المعتمرين الزائرين لتلك المواقع ينقسمون إلى قسمين، قسم منهم يعتقد اعتقاداً جازماً بوجود البركة في هذه المزارات، والقسم الآخر هدفه الاطلاع فقط. من جهته، يوضح المعتمر عبدالله الكبيسي القادم من العراق أن زيارة غار حراء وغار ثور وجبل الرحمة من أهم البنود التي يشترط المعتمر على المؤسسة وجودها عند توقيع العقد قبل قدومه، مؤكداً أن صعود هذه الأماكن ليس بالأمر السهل في الأيام العادية، «فما بالك في نهار رمضان الحالي والذي ترتفع فيه درجة الحرارة إلى مستوى يستحيل معه زيارة المواقع الدينية».