منذ أن خرج شاندرا بان مجواتي إلى الدنيا وهو يعبد البقر، لا يعرف سواها آلهة، ولا يطلب من غيرها شيئاً يعبدها مع عائلته، يصحو على عبادتها، وينام في الليل على ذلك، إلا أنه كان تائهاً في حياته بين أقرانه، فتارة يجد أخاه اتجه نحو عبادة الشجر، وتارة يجد صديقه يعبد النار، لم يثبت أحد منهم على آلهته التي أوفى لها. اضطر شاندرا إلى أن ينهج نهج أخيه وصديقه، ليعبد تارة الشجر وتارة النار مع أنه يعبد أيضاً البقر، استمرت تلك الحال من التيه عقدين من عمره، ضالاً طريقه إلى الله والدين الصحيح، حتى جاءته الفرصة ليعمل في السعودية مزارعاً، مهاجراً من بلاده الهند إلى الطائف راعياً للغنم والإبل، يشاركه في ذلك عاملان من الجنسية الباكستانية والسودانية. يقول شاندرا البالغ من العمر 38 عاماً، في يومٍ من الأيام جاءني صاحباي بعد عناء عمل، وحدثاني عن الإسلام وعن عبادة الله، بدآ يشرحان عن دينهما، واستدلا بعرض الكعبة المشرفة في مكةالمكرمة على شاشة التلفاز، ورأيت المصلين في الحرم المكي يصلون في أداء واحد وعبادة واحدة دون اختلاف بينهما. تلك اللقطات التي شاهدها وقعت في نفسه موقعاً بليغاً، ظل منشغل التفكير طوال وقت عمله في الدين الإسلامي، وخصوصاً في مكةالمكرمة واتجاه المسلمين كافة إليها من أنحاء العالم، وبدأ شاندرا يقرأ عن الإسلام ويتابع صديقيه عند صلاتهما، ومستمعاً لحديثهما عن الإسلام. ويضيف: «حقيقة لم أجد طعم الراحة، ولم تكن حياتي من قبل هانئة ومطمئنة، إلا أنني في يوم من الأيام اقتنعت بالدخول إلى الدين الإسلامي، وقررت أن أعلن الشهادة والإسلام، حتى أذوق تلك الراحة التي يجدها المسلمون في صلاتهم وعبادتهم، وكان دخولي إلى الاسلام مطلع شهر رمضان قبل ثلاثة أعوام، لأصوم أيضاً للمرة الأولى في حياتي شهراً كاملاً، وكانت تلك نقطة التحول الأهم في حياتي كلها». بعد أن أعلن شاندرا إسلامه واهتدى طريقه، عمد إلى تغيير اسمه إلى عبدالرحمن، ويتجه إلى مكتب الدعوة والإرشاد في محافظة المويه (شمال الطائف)، الذين ساعدوه بكتب عن الإسلام ومنشورات وأشرطة، وإرساله إلى مكتب الدعوة والإرشاد بجدة، لتعلم المزيد عن الإسلام على يد العديد من المشايخ، وأداء العمرة بعد ذلك. وأضاف: «بعد دورات عدة تعلمتها في جدة، أسلم على يدي قرابة 99 شخصاً، في مكتب توعية الجاليات بمحافظة المويه، من جنسيات متفرقة ولله الحمد، فبعد أن كنت ضالاً طريقي أصبحت داعية إلى الله للدين الإسلامي، ومساهماً في توعية الجاليات الإسلامية، إضافة إلى إقامة المحاضرات والندوات ومتابعة المسلمين الجدد في مقر عملي بمكتب الدعوة والإرشاد بالمويه».