اعتبر وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي أن بلاده مستهدفة من المجرمين وأعداء الحرية، محذراً من تداعيات الأوضاع في ليبيا على بلاده، فيما أحبطت السلطات التونسية هجمات وحجزت أسلحة وذخائر في مناطق جنوبية. وقال الغرسلي في مؤتمر صحافي عقده أمس، إن «الوضع المنفلت في ليبيا عقّد المشهد في تونس»، مضيفاً أن الوضع في ليبيا ساهم في انتقال الإرهاب من الجبال إلى المدن وأبرز نتائجه الهجوم الذي استهدف متحف باردو في 18 آذار (مارس) الماضي وهجوم سوسة في 26 حزيران (يونيو) الماضي. ودعا الغرسلي، في المؤتمر الذي عقده مع وزيري السياحة والخارجية بحضور سفراء دول أجنبية، إلى «بذل مزيد من الجهود لدفع الأطراف الليبية المتصارعة إلى الحل السياسي الذي يمكّن من اجتثاث الإرهاب في هذا البلد والمنطقة وبخاصة اجتثاث التمويلات المرصودة له». وشدد وزير الداخلية على أن «اعلان حالة الطوارئ لن يضر بالحريات العامة والخاصة وحق التظاهر ولا يعني تراجع الدولة عن مواصلة جهودها لبناء مؤسساتها الديموقراطية». وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أعلن منذ يومين حالة الطوارئ لمدة 30 يوماً بسبب الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد بعد أسبوع من هجوم سوسة الذي أسفر عن مقتل 38 سائحاً غالبيتهم بريطانيون. إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية التونسي عن حزمة من الإجراءات لتأمين القطاع السياحي من أبرزها تخصيص عناصر أمن مسلحين داخل الفنادق وخارجها وتأمين المسالك السياحية والمواقع الأثرية وتكثيف التمركز الأمني وعمليات التفقد والمراقبة على الشواطئ ومحيط المنشآت السياحية. من جهة أخرى، ذكر رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد، في حوار صحافي أمس، أن منفذ هجوم سوسة سيف الدين رزقي (23 سنة) عمل سابقاً في القطاع السياحي. وقال الصيد: «نحن نعلم أن هذا الإرهابي كان عضواً في أحد نوادي الرقص ويعلم جيداً القطاع السياحي الذي اشتغل به كمنشط سياحي»، مشيراً إلى أن السلطات الأمنية تدرس حالياً أساليب إعادة تأهيل الشباب الذين عادوا من جبهات القتال في سورية. في غضون ذلك، تمكنت الوحدات الأمنية من القبض على «مجموعة إرهابية خطيرة» في جزيرة جربة السياحية في محافظة مدنين (جنوب شرق)، كانت تنوي تنفيذ هجمات مسلحة تستهدف منشآت سياحية وأمنية إضافةً إلى مطار الجزيرة. ولم تقدم وزارة الداخلية معلومات إضافية على اعتبار أن «العملية ما زالت جارية لتعقب عدد من العناصر الأخرى». وسبق هذه العملية توقيف مشتبه به في مدينة «بن قردان» تتهمه السلطات بتهريب الإرهابيين والأسلحة إلى تونس وتسفير شبان إلى سورية. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي إن وحدة من الجيش تمكنت أمس، من توقيف 5 سيارات (3 ليبية و 2 تونسية) تهرّب محروقات وأسلحة في منطقة «المضيق» القريبة من معبر «رأس الجدير» الحدودي بين تونس وليبيا.