واصل تنظيم «داعش» هجماته ضد قوات النظام والوحدات الكردية في شمال سورية وشمالها الشرقي، وتمكن من استعادة بلدة عين عيسى الإستراتيجية في ريف محافظة الرقة والتقدم في جبل عبدالعزيز في محافظة الحسكة المجاورة، مستعيداً بذلك أرضاً كان الأكراد قد طردوه منها، بمساعدة طائرات التحالف قبل أسابيع قليلة فقط، ذلك بعد يوم من اعلان التحالف شنه غارات عنيفة على الرقة معقل التنظيم شرق سورية. وأفاد تقرير ل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «داعش» استعاد السيطرة «في شكل كامل» على مدينة عين عيسى ومناطق أخرى بمحيطها من الجهة الشرقية في الريف الشمالي الغربي للرقة، بعد هجوم معاكس بدأه التنظيم ضد الوحدات الكردية. وأوضح أن «داعش» بدأ هجوماً على تمركزات للوحدات الكردية «في المنطقة الممتدة من جنوب عالية في أطراف محافظة الحسكة، وصولاً إلى محيط منطقة صرين بالريف الجنوبي الشرقي لمدينة عين العرب (كوباني) مروراً بمحافظة الرقة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين التنظيم من طرف، ووحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بالفصائل المقاتلة من طرف آخر، ومعلومات مؤكدة عن أن العشرات من عناصر الوحدات الكردية والفصائل قضوا وجرحوا خلال الهجوم هذا». وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» ريدور خليل لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي: «شن التنظيم فجر اليوم (أمس) هجوماً واسع النطاق بدءاً من قرية بديع عالية على الطريق الدولي مروراً بقرية شركراك والكنطري وانتهاء بعين عيسى». وتقع هذه المناطق على خط شرق عين عيسى في ريفي الحسكة والرقة. وقال خليل: «لم يتقدم التنظيم في أي جبهة سوى جبهة عين عيسى»، مشيراً إلى أن «اشتباكات تدور الآن داخل عين عيسى من الجهة الجنوبية (جهة الرقة) لطرد داعش منها». وكان «المرصد» قد أشار قبل ذلك إلى «اشتباكات عنيفة» بين الأكراد و«داعش» في «أطراف جبل عبدالعزيز وصولاً إلى شرق مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي، حيث تمكن التنظيم من التقدم والسيطرة على قرى ومناطق كانت تسيطر عليها الوحدات الكردية قرب جبل عبدالعزيز». وتابع أن «داعش» وصل إلى بلدة الشركراك في شمال شرقي عين عيسى. ولفت «المرصد» إلى مقتل «8 أشخاص من ضمنهم 3 أطفال ومواطنات ومقاتلان كرديان اثر انفجار سيارة مفخخة (أول من) أمس في منطقة الركبة الواقعة في أطراف محافظة الرقة قرب الحدود مع الريف الجنوبي لمدينة رأس العين (سري كانيه)». وفي مدينة الرقة نفسها، قال «المرصد» إن «داعش» أعدم شابين بتهمة «طباعة أوراق علمانية وتصوير صور وأشرطة مصورة مقابل 400 دولار اميركي وتصوير حقول النفط». وأوضح أنهما أُلبسا «اللباس البرتقالي» وربطا إلى جذعي شجرتين حيث أطلق عناصر من التنظيم النار على رأسيهما. أما في الحسكة في شمال شرقي سورية، فذكر «المرصد» أن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى في محيط سجن الأحداث وقرب محطة الكهرباء جنوب مدينة الحسكة ... وسط قصف قوات النظام مناطق في حي النشوة الذي يسيطر عليه عناصر التنظيم بالقسم الجنوبي لمدينة الحسكة، ترافق مع استقدام قوات النظام تعزيزات عسكرية من مدينة القامشلي إلى الحسكة». وأكد أيضاً وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام و «داعش» في محيط المدينة الرياضية المحاذية لحي النشوة و «أنباء عن اعطاب دبابة لعناصر التنظيم، وسط تنفيذ الطيران الحربي غارات عدة على مناطق الاشتباك». وأشار «المرصد» أيضاً إلى وقوع اشتباكات بين «وحدات حماية الشعب» الكردية وعناصر «داعش» في جنوب مدينة الحسكة، وسط قصف طائرات حربية «يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي» على تمركزات «داعش». وأوضح أن الاشتباكات أسفرت عن تقدم الوحدات الكردية وسيطرتها على نقاط كانت خاضعة للتنظيم. وفي محافظة حلب، ذكر «المرصد» أن انفجاراً وقع قرب معبر جرابلس الخاضع لسيطرة «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي على الحدود مع تركيا، ما أدى إلى مقتل عنصرين من التنظيم. ولفت إلى أن الأنباء تضاربت «بين انفجار سيارة أو لغم أرضي». وفي وسط البلاد، تحدث «المرصد» عن «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى في محيط بلدة السعن الأسود بريف حمص الشمالي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كذلك تدور اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، قرب منطقة مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي، ترافق مع قصف جوي على مناطق الاشتباك». وأضاف أن عناصر من «داعش» فجروا أحد خطوط الغاز في منطقة الفرقلس بريف حمص الشرقي، ما أدى إلى اشتعال النيران فيه. وفي شرق البلاد، تحدث «المرصد» عن سقوط قذيفتين اطلقهما عناصر «داعش» على حي القصور الخاضع لسيطرة النظام في مدينة دير الزور. وتابع أن تنظيم «الدولة» أعدم شاباً في ال 17 من عمره بقطع رأسه بسيف وسط مدينة دير الزور، كما اعتقل ملازماً أوّل منشقاً من منزله في بلدة موحسن بريف دير الزور الشرقي، واقتاده الى جهة مجهولة، مشيراً إلى أن الملازم أول المنشق «كان من مقاتلي الفصائل المقاتلة، ولم يقاتل التنظيم». ونقل عن نشطاء أن «داعش» نفّذ قبل أيام اعتقالات في موحسن طاولت عقيداً منشقاً وهو قائد المجلس العسكري بريف دير الزور، وممن سهلوا دخول التنظيم إلى مدينة موحسن من دون قتال، مشيراً إلى أنه اعتُقل بسبب سفره إلى محافظة الرقة. ولفت أيضاً إلى اعتقال التنظيم عضوين في الحزب الشيوعي. وذكر «المرصد» أيضاً أن الطيران الحربي نفّذ غارتين على حقل الخراطة النفطي جنوب غربي مدينة دير الزور. وفي واشنطن (رويترز)، قالت قوة المهمات المشتركة إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها كثفوا حملتهم السبت على «داعش» وشنوا 38 ضربة جوية على أهداف للتنظيم في العراق وسورية. ونفذت 18 من هذه الضربات قرب مدينة الرقة السورية التي تُعتبر بمثابة عاصمة ل «الخلافة» التي أعلنها «داعش». وقال البيان إنه تمت اصابة وحدات تكتيكية ومركبات وتدمير 16 جسراً.