تلقّى المسلحون الحوثيون والقوات الموالية لهم في مدينة تعز، أكبر ضربة لهم خلال المعارك المتواصلة منذ ثلاثة أشهر، بعدما سيطر مسلحو المقاومة المؤيدون للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس، على مواقع للجماعة، في وقت استمرت المواجهات على جبهات عدنومأرب والضالع وتزامنت مع قصف طيران التحالف مواقع للحوثيين ومخازن للسلاح في مناطق يمنية. وأكدت مصادر محلية وطبية في مدينة عدن مقتل 20 مدنياً وجرح عشرات إثر قصف الحوثيين أحياء سكنية في منطقة المنصورة شمال المدينة يسيطر عليها مسلحو المقاومة وأنصار هادي. وأوردت وكالة «فرانس برس» لاحقاً حصيلة تفيد بمقتل 31 مدنياً وجرح مئة آخرين. وأطلق الحوثيون نحو 15 صاروخ «كاتيوشا» فجر أمس على منطقة المنصورة، وفق علي الأحمدي الناطق باسم القوات الموالية للحكومة. وسقطت الصواريخ الأولى على شارع مزدحم قبيل الإمساك، ثم قصف الحوثيون المنطقة ذاتها في شكل متقطع، ما أدى إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص كانوا يدفنون ضحايا القصف الأول. وأفاد المسؤول عن القطاع الصحي في عدن، بسقوط 31 قتيلاً وجرح 103 نُقلوا الى ثلاثة مستشفيات في عدن، وقال أحد المصادر الطبية أن «العديد من الجرحى في حال خطرة وبعضهم بُترت أطرافهم». وتبادل الحوثيون ومسلحو المقاومة الاتهامات بالمسؤولية عن هروب أكثر من 1200 سجين من السجن المركزي في تعز الذي شهد محيطه مواجهات ضارية أسفرت عن سيطرة أنصار هادي عليه، إلى جانب مواقع أخرى كان يتمركز فيها المسلحون الحوثيون في منطقة الضباب وحدائق الصالح، ما يعد أكبر خسارة تتعرض لها الجماعة منذ بدء المواجهات. ونسبت «فرانس برس» إلى مصدر عسكري قوله، إن بين السجناء الفارّين ثمانية عناصر من تنظيم «القاعدة». واستمرت المواجهات في أحياء أخرى وسط المدينة، وأكدت مصادر المقاومة أنها سيطرت على عدد من التلال غرب تعز، وأحكمت قبضتها على السجن المركزي ومحيطه وعدد من النقاط في شارع الثلاثين. وأضافت أن المسلحين الحوثيين فتحوا أبواب السجن قبل تلقّيهم ضربة كبيرة خلال المواجهات، ما أدى إلى فرار السجناء. واتَّهمت الجماعة عناصر من حزب «الإصلاح» وتنظيم «القاعدة» بإطلاق نزلاء السجن بعد السيطرة عليه. إلى ذلك، شن طيران التحالف أمس غارات على مواقع حوثية ومعسكرات ومخازن أسلحة، وأفاد شهود ومصادر محلية وعسكرية، بأن الغارات طاولت أمس مقراً للحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي صالح في تعز، إلى جانب مقر اللواء المدرّع 35. كما ضرب طيران التحالف مجدداً معسكر ألوية الصواريخ في منطقة «فج عطان» غرب العاصمة اليمنية. وأضافت المصادر أن غارات أخرى استهدفت مواقع في محافظات عمران وصعدة وحجة ومأرب والجوف وعدن، في سياق الضربات التي توجهها قوات التحالف للمتمردين الحوثيين والقوات الموالية لهم من أجل إرغامهم على التراجع عن الانقلاب على سلطات الرئيس هادي، والعودة إلى المسار التفاوضي. على صعيد المعارك في محافظتي الضالع ومأرب، أفادت مصادر محلية وقبلية بعشرات الإصابات بين قتيل وجريح. وقالت مصادر المقاومة إن عناصرها صدوا زحفاً حوثياً كان يحاول استعادة مواقع شمال الضالع، في مناطق الوبح ولكمة لشعوب وقرب سناح. وأكدت أن مسلحي القبائل المؤيدين شرعية هادي استطاعوا صد هجوم آخر للحوثيين على مواقع شمال غربي مأرب، وتزامن ذلك مع غارات جوية على مواقع حوثية في منطقة الجفينة غرب المدينة، ما أدى إلى مقتل 11 حوثياً. ويُعتقد أن الحوثيين، بالتحالف مع قوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي صالح، يحاولون إخضاع مدينة تعز ذات الكثافة السكانية الأعلى في اليمن، كما يحاولون السيطرة على مدينة مأرب (شرق صنعاء) للتحكُّم بمصادر الطاقة وحقول النفط والغاز وتأمين الطريق نحو وسط حضرموت، أكبر المحافظات اليمنية (أكثر من 30 في المئة من مساحة اليمن) وشمالها. وفي الرياض بحث وزير الخارجية عادل الجبير مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد في مستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية. وشهد نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح، خلال زيارته مقر البنك الإسلامي في جدة أمس، يرافقه وزير التخطيط والتعاون الدولي محافظ البنك الإسلامي للتنمية عن اليمن محمد عبدالواحد الميتمي، توقيع ثلاثة اتفاقات تمويل بين البنك واليمن، بأكثر من 40 مليون دولار أميركي.