احتدمت المواجهات أمس بين مسلحي جماعة الحوثيين وخصومهم من عناصر المقاومة المؤيدين لشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في تعز ومأرب، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى، في ظل تقدُّمٍ للمقاومة وتراجع حوثي رافقته غارات متواصلة لطيران التحالف طاولت مواقع للجماعة ومخازن أسلحة في محافظات تعز والبيضاء ومأرب وعمران وصعدة وحجة. جاء ذلك غداة هجوم جديد لتنظيم «داعش» في صنعاء، فَجّر خلاله سيارة مفخخة قرب المستشفى العسكري في مديرية شعوب. واستهدف التفجير مجلس عزاء نسائياً ما أدى إلى جرح 35 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق مصادر محلية وطبية. وفيما أعلن الناطق باسم الجيش الموالي للجماعة أن قوات الجانبين أطلقت ليل الاثنين صاروخاً من نوع «سكود» على قاعدة «السليل» العسكرية السعودية، نفت القوات المسلحة السعودية ذلك، مشيرة إلى مقتل أحد جنودها بقصف حوثي على نجران أول من أمس. وأعلنت مصادر المقاومة في تعز أنها سيطرت أمس على مواقع «حدائق الصالح وجبل ولهان» غرب المدينة، بعد معارك ضارية مع المسلحين الحوثيين. وأضافت أن عناصر المقاومة وصلوا إلى جوار السجن المركزي، في ظل تقهقر حوثي، وقصفوا مقر اللواء 35 الذي تسيطر عليه الجماعة. وتواصلت المواجهات والقصف المتبادل في أحياء وسط مدينة تعز، في حين شن طيران التحالف غارات على مواقع للحوثيين، روى شهود أنها ضربت مدخل شارع «الحرير» واستهدفت «تبة سوفتيل» وسط تحليق كثيف. وفي محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء) أفادت مصادر عسكرية بأن طيران التحالف ضرب معسكر قوات الأمن الخاصة، وسُمِع دويّ انفجارات متواصلة من داخل المعسكر استمرت نحو ساعة، فيما تصاعدت سُحُب الدخان ويُعتقد بأنها ناجمة عن احتراق مخزن ذخائر. واستهدفت بوارج حربية تابعة لقوات التحالف معسكر «اللواء 15» في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين (شرق عدن)، كما ضربت صواريخ البوارج مواقع أخرى للحوثيين والقوات الموالية لهم، على طول الطريق الساحلي الممتد من أبين إلى مدينة عدن غرباً. إلى ذلك، احتدمت المواجهات في محيط مدينة مأرب (شرق صنعاء)، وقالت مصادر عسكرية وقبلية إن «مسلحي القبائل استطاعوا صدّ هجوم حوثي على موقع «نخلا» الذي يعسكرون فيه شمال غربي مأرب». وأضافت أن «اشتباكات عنيفة دارت في الجبال القريبة من الموقع قبل أن يتراجع الحوثيون تاركين عشرات القتلى والجرحى». واستهدف طيران التحالف مواقع لمسلحي الجماعة غرب مدينة مأرب التي يحاولون السيطرة عليها منذ ثلاثة أشهر، للتحكُّم بإمدادات الطاقة والاستحواذ على حقول النفط والغاز، وتأمين الطريق في اتجاه حضرموت وشبوة. وتحدّثت مصادر عن غارات شنها طيران التحالف على مواقع الجماعة في مديريتي سفيان والقفلة التابعتين لمحافظة عمران، إلى جانب غارات على مواقع في مديرية «غمر» التابعة لمحافظة صعدة، وأخرى ضربت أهدافاً في مديرية عبس على الطريق المؤدية إلى مديرية المحابشة في محافظة حجة الحدودية. ويُجري مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد محادثات في الرياض في إطار جولة ستشمل صنعاء من أجل مشاورات مع الحوثيين وحلفائهم، في سياق جهود المنظمة الدولية لوقف الحرب في اليمن واستئناف العملية السياسية. وأكد الحزب الاشتراكي اليمني رفضه المشاركة في أي حكومة يعتزم الحوثيون تشكيلها، خارج الإجماع والتوافق الوطني.