أحبط مسلحو المقاومة المؤيدون للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس، محاولة جديدة لجماعة الحوثيين والقوات الموالية لها، للتوغل في المناطق الشمالية الغربية لمدينة عدن، فيما قَصَفَ طيران التحالف مواقع للجماعة، وسقط عشرات بين قتيل وجريح، ودُمِّرَت آليات ثقيلة. وفيما تواصلت المواجهات في محافظات تعز وأبين ومأربوالجوف، دمَّر طيران التحالف مجمّعاً عسكرياً ومواقع يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء. وامتدت الغارات لضرب أهداف للجماعة والقوات الموالية لها في مناطق عدة، وسط أنباء عن تراجع مسلحي القبائل في جبهة الجوف، وسقوط منطقة اليتمة في يد القوات الحوثية. ودوَّت في صنعاء فجراً انفجارات ضخمة اهتزت لها المنازل، وتجدَّدت بعد الظهر خلال غارات لطيران التحالف استهدفت «مجمع 22 مايو العسكري» ومعسكر الصيانة والنقل ومقر اللواء 314 غرب حي الحصبة. وأكدت مصادر عسكرية ل «الحياة» تدمير المواقع المستهدفة وسقوط عدد من القتلى والجرحى، وتضرُّر المنازل المجاورة. في عدن، أفادت مصادر المقاومة بأن مسلّحيها صدّوا هجوماً للحوثيين للسيطرة على منطقة بير فضل شمال غربي المدينة، وخاضوا معهم اشتباكات لساعات، تحت غطاء من طيران التحالف الذي دمَّر آليات حوثية ثقيلة، واستهدف مواقع في خور مكسر والمعلا والمطار والعريش والمدينة الخضراء. وقدَّرَت المصادر عدد الحوثيين الذين قُتِلوا خلال المواجهات والغارات الجوية بخمسين، في مقابل خمسة من مسلحي المقاومة سقطوا بعدما استهدفتهم قذيفة. في محافظة أبين، قالت مصادر المقاومة إن عناصرها سيطروا على جبل الحميراء في مديرية لودر، بعد مواجهات استمرت أسابيع. وأضافت أن طيران التحالف تدعمه بوارج حربية قصف مواقع الحوثيين والقوات الموالية في مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة التي شهدت أيضاً مواجهات عنيفة بين مسلحي الجماعة وأنصار هادي في منطقة «أمْعين». وأفاد شهود في مدينة تعز (جنوب غرب) بأن اشتباكات عنيفة وقعت أمس في أحياء وسط المدينة. وقال مسلحو المقاومة إنهم أحبطوا تقدُّماً حوثياً للسيطرة على جبل جرة الإستراتيجي، بالتزامن مع غارات جوية استهدفت منازل مسؤولين مؤيدين للحوثيين في مديرية شرعب، وبينها منزل رئيس جهاز الأمن السياسي حمود الصوفي. وفي حين أكدت مصادر الحوثيين أنهم حققوا تقدماً في أطراف مدينة مأرب، قال مسلحو القبائل إن غارات جوية طاولت مواقع الجماعة أمس في منطقة صرواح غرب المدينة، وأوقعت قتلى وجرحى. وأشارت مصادر في محافظة البيضاء إلى أن مسلحين قبليين مدعومين بعناصر موالية لتنظيم «القاعدة»، شنّوا أمس هجمات متزامنة على مواقع الحوثيين في مديرية الزاهر، وسيطروا على موقعي سوداء غراب والجماجم، قبل أن ينسحبوا منهما صباح الأربعاء. وذكرت أن الهجوم أوقع عشرات الإصابات بين قتيل وجريح في صفوف الجماعة. في الوقت ذاته، نقلت وكالة «إسوشيتدبرس» عن الرجل الثاني في القيادة الحوثية محمد الحوثي قوله إن جماعته جاهزة لإرسال وفد للمشاركة في مؤتمر جنيف الذي ترعاه الأممالمتحدة، للتداول في شأن إيجاد حل للصراع في اليمن. واتهم الحوثي الرئيس عبدربه منصور هادي بعرقلة التفاوض من خلال إصراره على انسحاب الجماعة من المناطق التي سيطرت عليها، كما اتهم التحالف بأنه يرفض محادثات السلام و «يسعى إلى إحباطها». وشدد على أن الجماعة ترفض كل أنواع التدخُّلات في اليمن، ولو كانت إيرانية. وحين سُئِل هل يقاتل مع الحوثيين مسلحون إيرانيون أو من «حزب الله» أجاب بأن «هذه مزاعم لتخويف الآخرين». وكانت وزارة الخارجية الأميركية أقرت ليل الثلثاء بأن الديبلوماسية الأميركية آن باترسون التقت في سلطنة عُمان ممثلي أطراف معنيين بالصراع في اليمن، وبينهم ممثلون للحوثيين، لإقناع الجميع بالمشاركة في مؤتمر جنيف. وأيد مجلس الأمن دعوة الأممالمتحدة إلى هدنة إنسانية جديدة في اليمن، وحضّ على بدء مفاوضات سلام في أقرب وقت.