تبحث السلطات التونسية سبل تأمين شواطئ البلاد ومواقعها السياحية بعد يومين من الحادث الأكثر دموية في تاريخ تونس الحديث والذي اسفر عن مقتل 38 شخصاً في ولاية سوسة. وتسلل شاب تظاهر بأنه سائح الى شاطئ قبالة فندق "امبريال مرحبا" بمنطقة القنطاوي السياحية وأخرج رشاش كلاشنيكوف كان يخفيه في مظلة وفتح النار على السياح وفق ما اعلنت السلطات التي قالت انه واصل اطلاق النار داخل الفندق وإن الشرطة قتلته عندما هم بالمغادرة. وقتل في الهجوم 15 بريطانياً على الأقل كما اعلنت وزارة الخارجية البريطانية. وحصيلة القتلى البريطانيين مرشحة للارتقاع لأن تونس لم تنته بعد من تحديد هويات كل القتلى الذين كانوا في ملابس البحر ولا يحملون وثائق تثبت هوياتهم. وحذرت الحكومة البريطانية الأحد من ان "هجمات ارهابية اخرى ممكنة في تونس"، وجددت وزارة الخارجية البريطانية توصياتها للسياح الى تونس وجاء على موقعها الإلكتروني "هجمات ارهابية اخرى ممكنة وقد يرتكبها اشخاص غير معروفين من السلطات قد تلهمهم جماعات ارهابية على شبكات التواصل الاجتماعي، عليكم توخي اقصى درجات الحيطة والحذر واتباع تعليمات اجهزة الأمن التونسية ووكلاء السفر". وأعلنت تونس ان منفذ الهجوم طالب يدعى سيف الدين الرزقي من مواليد 1992 يتحدر من منطقة قعفور بولاية سليانة (شمال غرب) ويدرس بجامعة القيروان (وسط شرق). وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الهجوم قائلاً انه استهدف "رعايا دول التحالف الصليبي التي تحارب دولة الخلاقة" في اشارة الى التحالف الدولي الذي يقصف مواقع التنظيم في العراق وسورية. وحصل الاعتداء في وقت كانت البلاد تحاول تجاوز تأثيرات هجوم دام استهدف متحف باردو الشهير في 18 آذار (مارس) الماضي وسط العاصمة تونس واسفر عن مقتل 22 شخصاً هم رجل امن تونسي و21 سائحاً اجنبياً. وتبناه ايضاً تنظيم "داعش". واعلن وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي انه سيتم "حماية الوحدات السياحية والشواطئ التونسية بوحدات شرطة مسلحة لأول مرة في تاريخ تونس". واوضح في تصريح إلى الصحافيين عقب اجتماع مع وزيرة السياحة سلمى الرقيق ان الوزارة ستنشر ما لايقل عن 1000 شرطي في "الوحدات السياحية". وقال "هذا سيكلفنا كثيراً من المال، لكننا مصممون على حماية بلادنا، وفي انتظار التخلص نهائياً من آفة الإرهاب". واعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد يوم الجمعة الماضي إثر الهجوم على الفندق، ان الحكومة ستضع "مخططاً استثنائياً" لزيادة تأمين المواقع السياحية والأثرية وستنشر اعتباراً من مطلع تموز(يوليو) وحدات مسلحة من الأمن السياحي على كامل السواحل وكذلك داخل الفنادق لافتاً الى ان قوات الأمن السياحية "غير مسلحة" حالياً. ويعقد مجلس الأمن القومي التونسي اجتماعاً الأحد بإشراف الرئيس الباجي القائد السبسي للنظر في اتخاذ "اجراءات اضافية تهم مشمولات هذا المجلس" و فق ما اعلنت الحكومة الجمعة. واعلنت شركات سياحة بريطانية وبلجيكية انه سيتم بحلول مساء الاحد ترحيل 4500 سائح في رحلات خاصة. ووفق الموقع الالكتروني لمطار النفيضة الواقع في منتصف الطريق بين سوسة والعاصمة تونس، تغادر المطار الاحد طائرة كل 15 إلى 20 دقيقة. وأعلنت شركة السياحة البلجيكية "جيت اير" الغاء كل رحلاتها نحو تونس حتى 31 تموز (يوليو) المقبل. وبسواحلها الممتدة على أكثر من ألف كيلومتر، ومواقعها الاثرية ذات الصيت العالمي، كانت تونس منذ فترة طويلة وجهة رئيسية لشركات السياحة الاوروبية. وتعتبر السياحة من اعمدة الاقتصاد التونسي اذ يعمل بها 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر. وتساهم بنسبة 7 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي وتحقق بين 18 و20 في المئة من عائدات تونس السنوية من العملات الاجنبية. وتأثرت السياحة التونسية بالاضطرابات السياسية والاجتماعية والامنية التي شهدتها البلاد بعد الاطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، ومع تصاعد عنف جماعات جهادية مسلحة.