منذ أيام عدة بدأنا بالعد التنازلي بكل شوق وحماسة لحساب الأيام المتبقية على شهر رمضان، فمنا من وضع جدولاً يومياً للتخطيط للأعمال التي يتوجب عليه فعلها، والبعض الآخر وضع خطة لختم القرآن في شهر رمضان، وآخرون ذهبوا للتسوق لأجل العيد ليتجنبوا الخروج خلال رمضان، من أجل الازدحام وحتى يتفرغون للعبادات، وحتى الأسواق شاركت بالاستعداد لشهر رمضان بتزينها بالفوانيس والاحتفال بوضع المسابقات والفعاليات للأطفال، فاستقبلناه بكل فرحة لما فيه من انشراح صدر وطمأنينة وتعاون بين أفراد المجتمع، قد نفتقد هذه المناظر بقية الأشهر الأخرى. استقبلت آلاء القحطاني (14 عاماً) شهر رمضان بكل سعادة، لأنها تحبه كثيراً، وقامت بلبس الجلابيات فهي تراها ملائمة للأجواء الرمضانية، تقول: «أحرص على قراءة القران يومياً بعد صلاة الفجر، كما أحرص على الاستيقاظ بعد صلاة العصر لمساعدة والدتي في المطبخ وتجهيز مائدة الإفطار، وأنصح الأطفال ألا يضيعوا وقتهم بأشياء لن تنفعهم، لأن هذه الأيام الفضيلة لن تتكرر طوال أيام السنة، وتتميز بأمور عدة منها مضاعفة الأجر وصلاة التراويح وغيرها، لذلك يجب عليهم استغلالها بالتقرب إلى الله بأكبر قدر ممكن»، وتضيف أنها لم تتابع أياً من المسلسلات والبرامج التلفزيونية خلال رمضان، وذلك بسبب انشغالها بأعمال الخير، وكما أنها لا ترى فيها أي برنامج مفيد يخص الطفل ويهتم به، بل جميعها مسلسلات للكبار بقصص غير هادفة. يارا المطيري (9 أعوام): «أشعر بالفرحة لحلول شهر رمضان، فأقضيه باللعب مع أشقائي وتناول طعام الإفطار مع عائلتي، وتبادل الأحاديث وقراءة القرآن، فلا أحب متابعة التلفاز كثيراً، بل قضاء وقتي بالتعلم بجهازي الآيباد أو اللعب مع شقيقتي». تسمي روان محمد (9 أعوام) شهر رمضان بشهر التميز والمحبة، لما يتميز به من أعمال لا تقام في بقية الأشهر والمحبة، لأن الناس يجتمعون ببعضهم البعض وتصبح قلوبهم صافية: «أحب رمضان كثيراً لأننا نجتمع فيه أنا وعائلتي أكثر من بقية الأوقات، وأكثر فيه من الدعاء والصلاة والصدقة على المحتاجين، وأساعد والدتي في الطبخ وأصلي التراويح، وأيضاً سأتحدى نفسي من أجل أن أختم القرآن خلال هذا الشهر، وتابعت فقط برنامج خواطر لأنه برأيي البرنامج الوحيد الهادف، فللأسف لم أشاهد أي برنامج ذا كفاءة عالية ومفيدة للأطفال، فأتمنى في الأعوام المقبلة أن تهتم القنوات قليلاً ببرامج الأطفال الهادفة التوعوية، وتعيرها أهمية مثل بقية المسلسلات». يحب فهد الميمون (11 عاماً) مساعدة والدته في الطبخ وأعمال المنزل في شهر رمضان، يقول: «أستمتع أثناء صومي ولا أقوم بالتضجر، لأن في الصوم فوائد عدة غير الأجر، فهو صحي أيضاً للجسم، وقمت بترتيب وقتي فوضعت جزءاً لألعب أو أفعل ما أريد، وجزءاً لقراءة القرآن والصلاة، وأحرص على الذهاب مع والدي لأداء صلاة التراويح في المسجد، وجزءاً لمساعدة والداي في ما يحتاجانه مني»، وينصح الأهل باستغلال وقتهم بما ينفهم ويأمروا أطفالهم بذلك حتى يقتدوا بهم، ويتمنى أن يكون هناك تنويع في البرامج التلفازية وعدم اقتصارها على المسلسلات: «في الوقت الأخير أصبحت القنوات التلفازية كأنها تتنافس على من يعرض مسلسلات أكثر، وفي مقابل ذلك لم يعيروا الطفل أي انتباه، فلا بد عليهم أن يلتفتوا لجانب الطفل قليلاً». تقول نور الشعلان (9 أعوام): «أحب رمضان لأننا نصبح قريبين من الله أكثر بفعلنا للطاعات مثل صلاة التراويح والصيام ومساعدة والدتي والتصدق على الفقراء، وأنصح الأطفال باغتنام الأوقات في هذا الشهر»، ولم يشدها أي برنامج تلفزيوني من أجل أن تتابعه، فجميعها تتعلق بالكبار لذلك تحب مشاهدة برامجها المتنوعة في جهازها الآيباد. يسعى عبدالعزيز ورها العريني لتنظيم وقتهما واغتنامه بقدر المستطاع، يقولان: «نشعر بالسعادة لحلول شهر رمضان، إذ مر أول أسبوعين من دون أن نشعر بهما، ونطالب بأن تكون هناك برامج أو حتى مسلسلات، ولكن خاصة بالأطفال، لأنه لا يجب علينا مشاهدة المسلسلات الحالية التي تعرض، لأن قصصها وبعض المشاهد فيها لا تناسب الأطفال».