تفجر الفراغ الرئاسي في لبنان الذي مضى عليه سنة وشهر وما خلفه من شلل في مؤسسات الدولة، والذي انتقلت عدواه الى المجلس النيابي وأخيراً الى مجلس الوزراء، غضباً اقتصادياً كانت باكورته امس، وقفة لقوى الإنتاج في قلب بيروت للتحذير من أخطر الظروف التي يمر بها لبنان من خلال اطلاق صرخة تنادي ب «قرار ضد الانتحار» لأن ما يحصل وفق هذه القوى «هو انتحار بفعل ارادي». (للمزيد) والخطوة التي شهدها مجمع «بيال» أمس يتوقع ان تتطور الى حراك في الشارع، اذ قررت نقابات القطاع الزراعي في البقاع اعلان الإضراب السبت المقبل والنزول الى ساحة شتورا لرمي المحاصيل الزراعية بسبب التعطيل الذي يصيب جلسات مجلس الوزراء ويمنع اقرار دعم التصدير البحري، بعدما ضربت الحرب في سورية خطوط التصدير البرية. وتردد ان وزير الزراعة اكرم شهيب سينضم الى هذا الحراك. وأطلق اللقاء الجامع للهيئات الاقتصادية ونقابات العمال والمهن الحرة وهيئات المجتمع المدني، نداء لرفض «الرضوخ الى الأمر الواقع والاستسلام للموت البطيء، ودعوة صريحة إلى السياسيين: «انتخبوا رئيساً» و»لم نعد نحتمل، أنقذونا وانقذوا لبنان»، و»لا تستسهلوا هذه الحال الاعتراضية التي تروْنها، لأنها كرة ثلج ستكبر. بدايتها نداء، وقد تكون نهايتها انتفاضة... والله أعلم». وجمع «بيال» أرباب العمل في القطاع الخاص، قيادة الاتحاد العمالي العام، ممثلي الاتحادات والنقابات (باستثناء هيئة التنسيق النقابية التي قررت مقاطعة اللقاء)، أصحاب المهن الحرة، والمجتمع المدني المنتج. وتوالت قيادات الهيئات الاقتصادية والنقابية على عرض واقع الحال الذي بات على شفير الهاوية، وصرخ النائب روبير فاضل: «خلافاتنا وحصصنا ومَحاوِرنا أهم من الاهتمام ب 1،5 مليون لاجئ أو ب70 بليون دولار ديناً، أو مئات آلاف مَن هم على طريق الهجرة حتى أصبحنا نسأل: مَن سيبقى في لبنان غير السياسيين، ملوك على وطن أشباح أفرغوه من طاقاته وطموحاته وقيَمه؟». وشدد رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار على اهمية «عودة التئام مجلس الوزراء بعد أسابيع من التوقّف بسبب الخلافات السياسية، التي مهما كانت مهمة لبعضهم، لكنها بالتأكيد أقل أهمية من الوطن ومصالح المواطنين»، فيما نبه رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير الى ان «مالية الدولة بخطر، مع دين عام بلغ 71 بليون دولار، ومع انعدام النمو، وتفاقم عجز الموازنة. لتزيد أزمة النزوح السوري الطين بلة». والمتكلمون الذي توالوا على تظهير الصورة السوداء اقتصادياً، حاولوا التأكيد انهم لا يتعاطون السياسة، لكن «الخلافات السياسية باتت تقضي على اقتصادنا وفرص عمل شبابنا»، وعلى اعتبار ان «السكوت اصبح اكثر من تواطؤ». واقترحوا «خطّة طوارئ اقتصادية واجتماعية شاملة» ووجهوا دعوة للبنانيين الى التوقيع على «نداء 25 حزيران» عبر موقع إلكتروني لهذه الغاية.