قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في مؤتمر صحافي عقب لقائه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن السلام مع الفلسطينيين لن يتحقق إلا من خلال مفاوضات مباشرة من دون قرارات من الأممالمتحدة أو إملاء خارجي، مشيراً إلى أن «مصر أبلغتنا بأنها سترسل سفيراً إلى إسرائيل». كما حض فرنسا على اتخاذ موقف حاسم ومنع إبرام اتفاق سيء مع إيران. من جانبه، قال فابيوس إنه لم يتضح حتى الآن إن كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق بين القوى الكبرى وإيران في شأن برنامجها النووي بحلول مهلة تنقضي نهاية الشهر الجاري. وقال: «نحتاج لأن نلتزم أقصى درجات الحزم. في المرحلة التي نحن فيها الآن لأن الأمور لا تزال غير واضحة». وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية استبق وصول وزير الخارجية الفرنسي إلى تل أبيب أمس، ليعلن رفضه أي مبادرة فرنسية أو دولية تطرح على مجلس الأمن لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي بداعي انها لا تأخذ في حساباتها الحاجات الامنية لإسرائيل. وقال في مستهل اجتماع الأسبوعي لحكومته صباح أمس بهجوم شديد اللهجة على المبادرة الفرنسية الخاصة بطرح قرار في مجلس الأمن للاعتراف بفلسطين دولة مستقلة، واعتبرها «إملاءً» مرفوضاً بداعي أنها تمس بمصالح إسرائيل. وأشار إلى أن هناك «اقتراحات دولية لا تتطرق في شكل حقيقي للحاجات الامنية لإسرائيل»، مضيفاً أن «مثل هذه المبادرات يحاول حشرنا في حدود ليست قابلة للدفاع عنها من خلال تجاهل تام لما سيكون في الطرف الثاني من الحدود». وتابع أن إسرائيل خبرت مثل هذه النتائج للأسف في قطاع غزة ولبنان (بعد انسحاب إسرائيل منهما)، مضيفاً أن السلام يتحقق فقط عبر مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين تأخذ في الاعتبار «مصالحنا القومية، في مقدمها الأمن». وشدد على أن إسرائيل ترفض بشدة كل المحاولات «لفرض إملاءات دولية، وذلك دفاعاً عن أمننا ومن أجل السلام». وجاءت تصريحات نتانياهو قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الفرنسي لزيارة تستمر ساعات لكل من تل أبيب ورام الله، يبحث خلالها مع كل من نتانياهو والرئيس محمود عباس (أبو مازن) في الاقتراح الفرنسي لطرح مبادرة في مجلس الأمن. ونقلت تقارير صحافية أن فرنسا قررت إحياء مبادرتها في مجلس الأمن في أعقاب الطريق المسدود الذي وصلت اليه العملية السياسية في الشرق الأوسط وغياب المفاوضات، «ما يحتم على المجتمع الدولي، وتحديداً دول اوروبا، التدخل في شكل فاعل من أجل استئناف عملية السلام». وتدعو مسودة المشروع الفرنسي إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين فوراً، وإنهائها خلال 18 شهراً، بهدف التوصل إلى تسوية دائمة تطبق مبدأ الدولتين للشعبين. كما تدعو إلى وضع قضية الترتيبات الأمنية التي تحتاجها إسرائيل في مركز مفاوضات السلام». وتنص على أنه في حال لم تثمر المفاوضات اتفاقاً، يتخذ مجلس الأمن قراراً يعترف فيه بفلسطين دولة مستقلة على أساس حدود الرابع من حزيران (يونيو)، مع تبادل أراضٍ متساوية في المساحة بموافقة الطرفين»، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن زيارة فابيوس للقدس المحتلة تتزامن مع ارتفاع منسوب التوتر بين إسرائيل وفرنسا على خلفية انتقادات الأخيرة لممارسات الجيش الإسرائيلي في غزة صيف العام الماضي (عملية الجرف الصامد)، ولمواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لكن صحيفة «هآرتس» نقلت عن ديبلوماسيين فرنسيين وموظفين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية تقديرهم لموقف فابيوس المعارض لمقاطعة إسرائيل ومنتجاتها، ومعارضته تقديم تنازلات لطهران في ملفها النووي.