تشهد جدة التاريخية، افتتاح المسجد العتيق "مسجد الشافعي" بعد الانتهاء من مشروع ترميمه على نفقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله, وذلك في تمام الساعة الثامنة من مساء اليوم الثلاثاء بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك عبدالله للأعمال الإنسانية، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة إلى جانب معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ صالح آل الشيخ، ومعالي الرئيس العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس. ويُعَدّ المسجد العتيق أحد أهم المساجد التاريخية في جدة التاريخية والمملكة، كما أنه يُعَدّ أحد مشاريع البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية، الذي تُنَفّذه مؤسسة التراث الخيرية، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والهيئة العامة للسياحة والآثار. ويقع المسجد التاريخي العتيق في حارة "مظلوم" في جدة التاريخية، وتنبع أهمية المسجد من كونه أحد أهم المواقع التاريخية في المدينة؛ إذ يحكي واقع الإسلام قبل 1400 عام، باستخدامه المواد التقليدية في عملية البناء، والمكونة من: الطين البحري، والحجر المنقبي، والأخشاب، وهي من المواد الأساسية التي كان سكان جدة يعتمدون عليها بحكم طبيعة الأجواء. ويُنسب المسجد إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي أحد أئمة المذاهب الأربعة للسنة، وقد وُلد الإمام الشافعي -كما هو معلوم- في غزة عام 150 للهجرة النبوية الموافق 767 ميلادية، ويُعَدّ مسجد الشافعي أحد أقدم مساجد مدينة جدة، وعُرِفَ باسم الجامع العتيق، وهي تسمية تُطلَق على أقدم المساجد. وتشير المصادر إلى أن إقامته كانت في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبحسب مصادر ذات صلة فإن أول عمارة رئيسة للمسجد حدثت في عهد السلطان المظفر شمس الدين يوسف. وحَظِيَ مشروع ترميم المسجد العتيق (مسجد الشافعي)، باهتمام ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله؛ في إطار اهتمامه -حفظه الله- بالمواقع التاريخية بشكل عام والمساجد التاريخية بشكل خاص. وقام -حَفِظَه الله- بزيارة لمسجد الشافعي أثناء زيارته لجدة التاريخية في شهر رمضان من العام الماضي 1435ه؛ حيث وقف على مشروع الترميم، واستمع إلى شرح من سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن المسجد وأعمال الترميم الجارية فيه. وجاءت الزيارة ضمن زياراته المتكررة -حفظه الله- للمساجد التاريخية، ومتابعته لمشاريع الترميم التي يتم تنفيذها ضمن البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية.