واشنطن – أ ف ب، رويترز، يو بي آي - وجهت محكمة ديترويت الأميركية ست تهم للنيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة اميركية في 25 كانون الاول (ديسمبر) الماضي بينها «محاولة القتل» و «محاولة استخدام سلاح للدمار الشامل»، معلنة انها ستنشر جزءاً من تحقيق اجرته في شأن الهفوات التي ارتكبتها اجهزة الاستخبارات والتي تسببت في عدم ادراك خطورة الموقف. وأورد محضر الاتهام ان «العبوة تضمنت مواد تيترانيترات البينثريت وترياسيتون تريبيروكسيد ومكونات اخرى»، موضحاً ان المادتين الاوليين، وهما المسحوق والسائل في الحقنة، «شديدتا الانفجار». وزاد: «العبوة اعدت للتفجير في أي وقت يراه عبد المطلب مناسباً لنسف الطائرة». ويمثل عبد المطلب امام محكمة ديترويت الفيديرالية غداً لاعلان اعترافه بالجريمة او نفي الأمر، علماً ان مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) اعلن ان الشاب النيجيري الذي اصيب بحروق خطرة اعترف بأنه خضع لتدريب في معسكر لتنظيم «القاعدة» في اليمن، بينما تبنى فرع «القاعدة في الجزيرة العرب» محاولة الاعتداء. وأوضحت وزارة العدل الاميركية في بيان احتمال ادانة عبد المطلب بالسجن لمدة تتراوح بين 20 و30 سنة لكل واحدة من التهم المذكورة، مستبعدة الحكم عليه الاعدام. في غضون ذلك، أفادت صحيفة «لوس انجليس تايمز» بأن «شرطة الحدود الاميركية علمت بأن متطرفاً مفترضاً تواجد على متن الطائرة القادمة من امستردام الى ديترويت، لكن بعد اقلاع رحلته من امستردام، وانتظرته في المطار لاستجوابه». وأشار مسؤول كبير في اجهزة الامن الداخلية الاميركية طلب عدم كشف اسمه ان المهلة المتاحة لمعرفة اذا كان احد الركاب يشكل خطراً محتملاً قبل الصعود الى الطائرة قصيرة، و «لا يبدأ تحليل لائحة المسافرين في شكل معمق الا عندما لدى صدور محضر الرحلة، اي قبل ساعات قليلة من اقلاعها». لكن التحقيق كشف ان والد المشبوه ابلغ السفارة الاميركية في ابوجا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بتطرف ابنه، لكن اجهزة الاستخبارات المختلفة لم تقارن المعلومات ولم تتقاسمها، ما دفع الرئيس الاميركي باراك اوباما اول من امس الى انتقاد النقص في التنسيق بين اجهزة الاستخبارات. ميدانياً، اعترضت مقاتلتان اميركيتان من طراز «اف 15» طائرة تجارية تابعة لشركة «هاوايان اير» لدى توجهها الى هاواي، وواكبتها الى مطار بورتلاند (اوريغون، شمال غرب) الذي كانت أقلعت منه، وذلك بسبب وجود راكب «مزعج» على متنها، علماً انها نقلت 213 راكباً. وأعلنت قيادة الدفاع الجوي في اميركا الشمالية (نوراد) ان الطائرة حطت بمواكبة بعد ربع ساعة من اقلاعها، مشيرة الى ان الراكب أعطى مضيفة الطيران رسالة تضمنت تهديدات لم توضح تفاصيلها، ورفض توضيب حقيبته المحمولة». وجاء ذلك بعد ساعات على إغلاق مطار في كاليفورنيا بعد العثور على مادة مشبوهة تبين أنها عسل. وفي شأن اجراءات الامن المشددة التي اتخذتها السلطات الاميركية بعد الاعتداء الفاشل على الطائرة الاميركية، اعلن ناطق باسم وزارة الخارجية رفض كشف اسمه ان كوبا «توفر ملجأ للارهاب خصوصاً لاعضاء منظمة ايتا الانفصالية في اقليم الباسك الاسباني ومقاتلي حركتي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) وجيش التحرير الوطني الكولومبيتين، لذا يستحق مواطنوها والمسافرون القادمون منها ادراجهم على اللائحة الاميركية للاشخاص الذين سيخضعون لاجراءات تفتيش اضافية، «كما سمحت حكومة راوول كاسترو ايضاً لفارين اميركيين، وبينهم اعضاء في تنظيمات متطرفة، بالاقامة بشكل شرعي على اراضيها». جاء ذلك غداة احتجاج كوبا لدى رئيس قسم رعاية المصالح الاميركية في هافانا على ادراجها على لائحة الدول ال14 التي سيخضع رعاياها لاجراءات تفتيش امنية اضافية، معتبرة انه «تمييز وانتقاء». وكانت الحكومة النيجيرية اعتبرت ان قرار واشنطن ادراجها على هذه «اللائحة السوداء» يمكن ان يضر بالعلاقات الثنائية مع الولاياتالمتحدة على المدى الطويل، وبالامتيازات التي تحظى بها الولاياتالمتحدة في نيجيريا. بدوره احتج السفير الافغاني في واشنطن على ادراج بلاده على هذه اللائحة السوداء، معتبراً انه «نفي» لمواطنيه. وفي نيويورك، دفع ثلاثة معتقلين من مالي يتهمهم الادعاء الأميركي بالتآمر لتهريب كوكايين في افريقيا بهدف دعم «القاعدة»، ببراءتهم من تهمة تهريب كمية تتراوح بين 500 والف كيلوغرام من الكوكايين واتهامات الإرهاب. وأوقف عمر عيسى وهارون توري وادريس عبد الرحمن في غانا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، خلال عملية نفذها عملاء حكوميون متخفون، ثم سلموا إلى نيويورك. وتمثل هذه القضية المناسبة الاولى لكشف السلطات الأميركية تمويل «القاعدة» جزءاً من نشاطاتها عبر تهريب المخدرات في غرب افريقيا. وقال الادعاء إن المتهمين ذكروا في محادثات مسجلة أن شركاءهم من «القاعدة» سيضمنون حماية الشحنات لدى تهريبها عبر مالي التي تقع غرب افرقيا إلى شمال القارة السوداء، ومنها إلى اسبانيا. وكشفت الإدارة الأميركية لمكافحة المخدرات أن النقل الجوي للمخدرات من أميركا الجنوبية إلى دول في غرب افريقيا مثل غينيا بيساو أصبح شائعاً خلال السنوات الثلاث الماضية، وان «مسؤولين صادروا كميات يمكن أن يصل وزنها إلى طن من الكوكايين». وكانت كينيا طردت اول من امس الامام الجامايكي المتطرف عبد الله الفيصل الى غامبيا، بعد محاولة اولى فاشلة الى تنزانيا، علماً ان الامام الجامايكي سجن اربعة اعوام في المملكة المتحدة لتحريضه على الحقد العنصري. واعتقل الفيصل (45 سنة) في مدينة مومباسا الساحلية (جنوب شرق) الشهر الماضي بعدما امّ الصلاة في احد مساجدها، ما جعل المسؤولون الامنيون في دائرة الهجرة يتهمون بانتهاك قانون الهجرة.