لا شك في ان هناك أوقاتاً مفضلة للنوم، وأخرى للعمل، وغيرها للنشاط الرياضي، ورابعة للحمل، وخامسة للدرس، وسادسة للقيلولة، وغيرها. لكن ماذا عن الأوقات المفضلة لشرب الماء، أو القهوة، أو الشاي، وتناول الفواكه، أو الأطعمة السكرية، والأدوية، والوجبات الرئيسة؟ اليكم الأجوبة: شرب الماء، إن كل أعضاء الجسم في حاجة ماسة إلى الماء كي تقوم بمهماتها على أكمل وجه، فالماء أساسي من أجل القيام بالعمليات الإستقلابية، وتنظيم حرارة الجسم، وترطيب الجلد، وتسهيل حركة المفاصل، وتنشيط وظائف الكلى، وفي التخلص من السموم والنفايات. أما عن أفضل الأوقات لشرب الماء فهي وفق التسلسل الآتي: - بعد الاستيقاظ مباشرة لأنه ينشط الدورة الدموية. - قبل الوجبة بنصف ساعة لأنه يساعد على الهضم. - قبل الاستحمام لأنه يساعد على خفض أرقام التوتر الشرياني. - قبل موعد النوم لأنه يقي من النوبات القلبية والدماغية. ويجدر التنويه هنا بضرورة تجنب شرب الماء مع الوجبات أو بعدها مباشرة لأنه يخفف من تركيز العصارات الهاضمة ما يتسبب في صعوبات على صعيد هضم الطعام، الأمر الذي يشجع على ظهور مجموعة من المشاكل الهضمية على رأسها النفخة، وعسر الهضم، وارتداد المفرزات المعدية صوب المريء. شرب القهوة، يميل الناس عادة إلى افتتاح نهارهم بارتشاف فنجان من القهوة على الريق أو بالتزامن مع وجبة الفطور، ظناً منهم أنها وسيلة جيدة لإيقاظ الجسم وتنشيط العقل بعيد ساعات طويلة من النوم، لكن إذا صدقنا عالم الأعصاب الأميركي ستيفن ميلر، في هذا الخصوص، فإن شرب القهوة بعد الاستيقاظ مباشرة لا يقدم الفائدة المنتظرة، بل يجب التريث بضع ساعات. لماذا؟ يقول ميلر إن هرمون الغضب الكورتيزول الذي تطرحه الغدة فوق الكلية يكون مرتفعاً عقب الاستيقاظ إلا أن نسبته تتدهور بين الساعتين التاسعة والنصف والحادية عشرة والنصف صباحاً، وبما أن مادة الكافيئين تحرض على افراز هرمون الكورتيزول، فإنه ينصح بشرب القهوة خلال تلك الفترة من أجل رفع مستوى الهرمون المذكور لدب النشاط في العقل والجسم. شرب الشاي، وهو من العادات التي تلقى رواجاً منقطع النظير في المجتمعات العربية. ويُشرب الشاي مع وجبة الفطور أو بعد وجبة الغداء. وفي الوقع فإن هذه العادة تعتبر سيئة لأن الشاي يحتوي على مادة «تانين» التي تعرقل عملية امتصاص الحديد من جهاز الهضم، الأمر الذي يحرم الجسم من جزء مهم من عنصر الحديد الضروري لصنع كريات الدم الحمر، وكلما كان لون الشاي غامقاً وغليظاً، وكميته المستهلكة كبيرة، ساهم ذلك في إعاقة أكبر امتصاص الحديد، من هنا ينصح بشرب الشاي بعيداً من الوجبة بمدة تراوح بين ساعة وساعتين. تناول الفواكه، لا شك في أن تناول الفواكه يعتبر من الخطوات الصحية الجيدة التي يجب المثابرة عليها نظراً الى فوائدها الصحية. ويقبل الناس عادة على تناول الفواكه بعد وجبات الطعام، لكن غالبية خبراء التغذية، تعارض هذا التصرف، لأنه لا يساعد على هضمها في شكل كامل، ويحول دون امتصاص المواد الغذائية جيداً، ويولّد تفاعلات ويساهم في إطلاق نواتج ليست لمصلحة صاحبها، من هنا، وكي تحل الفواكه برداً وسلاماً على المعدة يفضل استهلاكها بطريقة سليمة من أجل الاستفادة من كامل العناصر التي توجد فيها، خصوصاً الفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة. ويجمع الخبراء على أن أفضل وقت لتناول الفواكه هو قبل الوجبة بفترة لا تقل عن نصف ساعة، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن تناولها بعد الأكل، وفي هذه الحال يجب احترام وقت لا يقل عن ساعتين إلى أربع ساعات. تناول الأطعمة السكرية، تشكل الأطعمة السكرية جزءاً لا يتجزأ من طعام الإنسان، فهي تشكل مصدراً مهماً للطاقة خصوصاً للخلايا الدماغية التي تمثل الغذاء الأساس لها. أما عن أفضل الأوقات لاستهلاك الأطعمة السكرية فإن دراسة للباحث الأميركي كارل جونسون نشرت في جريدة «كارانت بيولوجي»، اقترحت تناول الأطعمة السكرية في النهار لأن الجسم يحولها إلى طاقة يتم صرفها، في حين أن تناولها في ساعات الليل يحولها إلى مخزون شحمي يتكدس في تخوم الجسم. تناول الأدوية، إذا أخذنا في الاعتبار العديد من البحوث والدراسات فإن للتوقيت دوراً في جعل الدواء أكثر فاعلية في بعض الفترات مقارنة بغيرها. فمثلاً إن أنسب الأوقات لتناول عقار «ستاتين» المضاد للكوليسترول هو في المساء. أما الأسبيرين بجرعة منخفضة للمصابين بالجلطات الدماغية والقلبية فينصح بتناوله مساء قبل النوم مباشرة لأنه يؤمن حماية أفضل. وفي خصوص خافضات الضغط أوضحت دراسات أن الوقت المفضل لتناولها هو الصباح الباكر. وفي ما يتعلق بأدوية السرطان فإن فاعليتها تتضاعف حتى أربع مرات عندما تؤخذ صباحاً مقارنة بتناولها مساء. الوجبات الرئيسة، في شكل عام إن أفضل الأوقات لتناول الوجبات الرئيسة هي الآتية: وجبة الفطور الساعة 7 صباحاً. ووجبة الغداء الساعة الواحدة ظهراً. ووجبة العشاء الساعة 7 مساءً. لكن هل تعرفون أفضل الأوقات للرياضة؟ أظهرت دراسات أن الوقت الأفضل لممارسة الرياضة هو عندما تصل درجة حرارة الجسم إلى أعلى معدلاتها، وعادة ما يتحقق ذلك لدى غالبية الأشخاص نحو الرابعة عصراً. وتشير معظم الأبحاث إلى أن ممارسة الرياضة في فترة الصباح أو فترة الظهيرة يمكن أن تساهم في تحسين جودة النوم، وأن التمارين الصباحية تساعد على النوم الهادئ، في حين أن التمارين المسائية قد تسبب الأرق وعدم القدرة على النوم.